للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

العظيم تصديق الكهان، والعرافين، والرمالين، والمنجمين، والمشعوذين، والدجالين، بالإخبار عن المغيبات؛ فإن هذا منكر، وشعبة من شعب الكفر ... فالواجب على المسلمين الحذر من سؤال الكهنة، والعرافين، وسائر المشعوذين، والمشتغلين بالإخبار عن المغيبات، والمتلاعبين بعقول الجهلة، والتلبيس على المسلمين؛ فالأمور الغيبية لا يعلمها إلا الذي يعلم ما تكن الصدور، ويعلم الخفايا، حتَّى أنبياؤه ورسله، وملائكته، لا يعلمون شيئًا من المغيبات إلا ما أخبرهم به سبحانه" (١).

فسؤال الكهان، وتصديقهم فيما يقولونه من الكفر العظيم، لأن فيه ادعاءً لعلم الغيب الذي اختص اللَّه به، وفي هذا غاية الفساد للعقائد والأديان، والتسفيه للعقول والأحلام، ومن صدق من يفعل شيئًا من هذه الأمور فقد كفر بالقرآن الذي نص على أن الغيب من خصوصيات الرب تبارك وتعالى.

٢ - ما جاء من النهي عن التنجيم، كما في حديث ابن عباس (٢) -رضي الله عنهما- قال: قال رسول اللَّه -صلى الله عليه وسلم-: "من اقتبس علمًا من النجوم


= عبد اللَّه بن باز، ولد عام (١٣٣٠ هـ) بالرياض، صاحب المناقب الكثيرة، والأخلاق الفاضلة الكريمة، له الذكر الطيب والصيت الحسن بين عامة الأمة، وله مؤلفات كثيرة حازت على القبول والرضى من عامة علماء الأمة، ونفع اللَّه بها خلقًا لا يحصيهم إلا هو سبحانه، له جهود عظيمة في الدعوة إلى اللَّه، ونشر العلم، بأسلوب متميز ومؤثر، توفي عام ١٤٢٠ هـ، وصلي عليه بالمسجد الحرام، ودفن بمكة المكرمة، رحمه اللَّه رحمة واسعة. [انظر ترجمته في: الإيجاز في ترجمة الشيخ ابن باز، للشيخ عبد الرحمن الرحمة].
(١) مجموع فتاوى ومقالات متنوعة، للعلامة ابن باز (٣/ ٩٦).
(٢) هو: حبر الأمة عبد اللَّه بن العباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف القرشي الهاشمي ابن عم رسول اللَّه -صلى الله عليه وسلم-، ولد قبل الهجرة بثلاث سنين، دعا له النَّبِيّ -صلى الله عليه وسلم- بالفقه في الدين، توفي -رضي الله عنه- سنة ٦٨ هـ. [انظر ترجمته في: الاستيعاب (٢/ ٣٤٢)، والإصابة (٢/ ٣٢٢)].