للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أمر تحتاجون إليه؛ من الأصول والفروع، بحيث لا يبقى فيها إشكال ولا شبهة" (١).

ويقول الشيخ الشنقيطي: "فالمعنى آيات مبينات؛ أي: بينات واضحات" (٢).

وما يدل على صحة القاعدة أيضًا:

ما جاء عن أبي ذر (٣) -رضي الله عنه-: قال: (تركنا رسول اللَّه -صلى الله عليه وسلم- وما طائر يطير بجناحيه إلا عندنا منه علم). قال أبو حاتم (٤): "معنى عندنا منه: يعني: بأوامره ونواهيه وأخباره وأفعاله وإباحاته -صلى الله عليه وسلم-" (٥).

والمقصود: أنه استوفى بيان الشريعة، وما يحتاج إليه من الدين، حتَّى لم يبق مشكل، فضرب ذلك مثلًا، وقيل: أراد أنه لم يترك شيئًا إلا بيَّنه حتَّى بيَّن لهم أحكام الطير، وما يحل منه وما يحرم، وكيف يذبح، وما الذي يفدي منه المحرم إذا أصابه، وأشباه ذلك (٦).

وجاء عن جابر بن عبد اللَّه (٧) -رضي الله عنه- في حجة النَّبِيّ -صلى الله عليه وسلم- وفيه:


(١) تفسير السعدي (ص ٥٦٨)، وانظر: تفسير السمعاني (٣/ ٥٢٩).
(٢) أضواء البيان (٥/ ٥٣٧).
(٣) هو: جندب بن جنادة بن سكن الغفاري، من السابقين إلى الإسلام، لم يشهد بدرًا لكن عمر ألحقه بهم، مات في الربذة سنة إحدى وثلاثين، وصلى عليه ابن مسعود -رضي الله عنهما-، الإصابة (٧/ ١٠٥).
(٤) هو: الإمام العلامة الحافظ أبو حاتم محمد بن حبان بن أحمد التميمي الدارمي البستي، كان من أوعية العلم في الفقه، واللغة، والحديث، والوعظ، من مؤلفاته كتابه "الصحيح"، توفي سنة أربع وخمسين وثلاثمائة. انظر: سير أعلام النبلاء (١٦/ ٩٢).
(٥) رواه ابن حبان في صحيحه (١/ ٢٦٧) برقم (٦٥)، والمعجم الكبير (٢/ ١٥٥)، برقم (١٦٤٧)، وصححه الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة (٤/ ٤١٦)، برقم (١٨٠٣).
(٦) انظر: النهاية في غريب الحديث (٣/ ١٥٠)، ولسان العرب (٤/ ٥٠٩).
(٧) هو: أبو عبد اللَّه جابر بن عبد اللَّه بن حرام بن كعب الأنصاري السلمي الصحابي =