ومُغايٍ، واسم المفعول: مُغَيَّى ومُغايَّى، والغاية: مدى كل شيء وقصاره، وألفه ياء وهو من تأليف غين وياءين، وغَيَّي للقَوْمِ، نَصبَ لهم غايَةً أَو عَمِلَها لهم، والغايَةُ السَّحابَةُ المُنْفَرِدَةُ، وغايَتُكَ أَنْ تَفْعَل كذا: أَي نِهايَةُ طاقَتِكَ أَو فِعْلِكَ، ويقالُ في صَوابِ الرأي: أَنتَ بَعِيدُ الغايَةِ، وأَغْيا الرَّجلُ: بَلَغَ الغايَةَ في الشَّرَفِ والأمْرِ، والعِلَّةُ الغائِيَّةُ عنْدَ المُتَكَلِّمِيْن ما يكونُ المَعْلول لأجْلِها، وقوْلُهم المُغَيَّا كمُعَظَّمٍ لانْتِهاءِ الغايَةِ، هكذا يقولُه الفُقهاءُ والأُصُوليُّون وهي لُغَةٌ مولَّدَةٌ.
والغاية: هي ما لأجله وجود الشيء، وهي أقصى الشيء، ومدى كل شيء، وغاية الشيء مقطعه ومنتهاه (١).
ومعنى الغاية في القاعدة: حكمة الله تعالى في إيجاد الخليقة، وما يستتبع ذلك من الغايات الحميدة، ويعبر عنها بالعلة الغائية.
فالعبادة التي هي غاية الله من الخلق والإيجاد هي علة غائية.
وخلق العباد وإيجادهم هو علة فاعلية وسبب وسبيل لتحقيق العلة الغائية.
فالعلة الفاعلية التي هي خلق الخلق هي سبب وعلة وموجدة للعلة الغائية، فإذا لم توجد العلة الفاعلية فلا وجود للعلة الغائية.
يقول الإمام ابن تيمية: "فلو لم يخلق شيئًا بمشيئته وقدرته لم يوجد شيء، وكل الأعمال إن لم تكن لأجله فيكون هو المعبود المقصود المحبوب لذاته، وإلا كانت أعمالًا فاسدة؛ فإن الحركات تفتقر إلى العلة الغائية، كما افتقرت إلى العلة الفاعلية، بل العلة الغائية بها صار الفاعل فاعلًا، ولولا ذلك لم يفعل.
(١) انظر: تهذيب اللغة (٨/ ١٨٨)، والتعريفات (ص ٢٠٧)، وتاج العروس (٣٩/ ٢٠٥)، والعين (٨/ ٤٥٧)، والتفسير الكبير (٥/ ٩٥)، ومعجم تصريف الأفعال العربية (ص ٢٥٧، ص ٢٧١).