للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (٥٦)} [الذاريات: ٥٦] " (١).

ويقول الإمام ابن القيم: "فالعبادة هي الغاية التي خلق لها الجن والإنس والخلائق كلها" (٢).

وقال الإمام ابن كثير: "ومعنى الآية: أنه تبارك وتعالى خلق العباد ليعبدوه وحده لا شريك له" (٣).

ويقول المقريزي (٤): "فالعبادة هي التي ما وجدت الخلائق كلها إلا لأجلها" (٥).

ويقول الشيخ عبد الرحمن بن حسن: "ومعنى الآية: أن الله تعالى أخبر أنه ما خلق الجن والإنس إلا لعبادته، فهذا هو الحكمة في خلقهم. قلت: وهي الحكمة الشرعية الدينية" (٦).

ويقول الشيخ عبد اللطيف آل الشيخ: "وأهم ما يبدأ به في التعليم هو معرفة أصول الدين وقواعد الإسلام، التي لا يحصل بدونها، ولا يستقيم بناؤه إلا عليها، لا سيما معرفة ما دلت عليه كلمة التوحيد، شهادة أن لا إله إلا الله، من الإيمان باللّه ومعرفته وتوحيده، بإخلاص العبادة بأنواعها له سبحانه، والبراءة من كل معبود سواه، والقيام بذلك علمًا وعملًا.


(١) مجموع الفتاوى (١٠/ ١٩).
(٢) مدارج السالكين (١/ ٩٨).
(٣) تفسير ابن كثير (٤/ ٢٣٩).
(٤) هو: أحمد بن علي بن عبد القادر أبو العباس الحسيني العبيدي تقي الدين المقريزي، مؤرخ الديار المصرية، أصله من بعلبك، ونسبته إلى حارة المقارزة، المصري مولدًا ووفاة، ولد عام ٧٦٦ هـ، كان إمامًا بارعًا مفننًا متقنًا ضابطًا دينًا خيرًا، محبًا لأهل السُّنَّة، يميل إلى الحديث والعمل به، مات في القاهرة عام ٨٤٥ هـ، مؤلفاته قيمة تدل على مقدرة علمية وتاريخية وسعة أفق، منها: تجريد التوحيد المفيد، والذهب المسبوك في ذكر من حج من الخلفاء والملوك. [ترجمته في: النجوم الزاهرة (١٥/ ٤٩١)، والأنس الجليل (١/ ١٦)، والبدر الطالع (١/ ٧٩)].
(٥) تجريد التوحيد المفيد (ص ٦٠).
(٦) فتح المجيد شرح كتاب التوحيد (ص ١٥).