للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فإن هذا هو أصل الدين وقاعدته، وهو الحكمة التي لأجلها خلقت الخليقة، وشرعت الطريقة، وأرسلت لأجلها الرسل، وبها أنزلت الكتب؛ وجميع أحكام الأمر والنهي تدور عليها، وترجع إليها" (١).

وقال الشيخ محمد بن عبد اللطيف آل الشيخ (٢) عقب ذكره لبعض تقريراته في العبادة: "فهذه هي: الحكمة الشرعية الدينية، والأمر المقصود في إيجاد البرية" (٣).

ويقول الشيخ السعدي في تفسير قوله تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (٥٦)}: "هذه الغاية التي خلق الله الجن والإنس لها، وبعث جميع الرسل يدعون إليها، وهي عبادته المتضمنة لمعرفته، ومحبته، والإنابة إليه، والإقبال عليه، والإعراض عما سواه" (٤).

ويقول الشيخ محمد الأمين الشنقيطي: "وهذا الحكم من أعدل الأحكام، وأوضحها، وأظهرها حكمة، وذلك أن الله جلَّ وعلا خلق الخلق ليعبدوه، ويوحدوه، وأوضحها، وأظهرها حكمة، وذلك أن الله جلَّ وعلا خلق الخلق ليعبدوه، ويوحدوه، ويمتثلوا أوامره، ويجتنبوا نواهيه" (٥).


(١) الدرر السنية في الأجوبة النجدية (١٤/ ١٩٩).
(٢) هو: محمد بن عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن ابن الشيخ محمد بن عبد الوهاب، فقيه حنبلي، من علماء آل الشيخ بنجدن مولده عام ١٢٨٦ هـ بالرياض، وتفقه بها، ورحل إلى عمان وقطر ثم إلى اليمن، وعينه الملك عبد العزيز قاضيًا لشقرى، فأقام بها مدة طويلة، ثم انتقل إلى الرياض فاشتغل بالعلم ونشره، وجمع مكتبة كبيرة احتوت على جملة من النفائس، له رسائل في الدعوة إلى التوحيد، ونصائح الإخوان أهل البادية؛ منها: (الدعوة إلى حقيقة الدين)، وتوفي بالرياض عام ١٣٦٧ هـ. [انظر ترجمته في: الأعلام (٦/ ٢١٨)].
(٣) الدرر السنية في الأجوبة النجدية (١/ ٥٦٧).
(٤) تفسير السعدي (ص ٨١٣).
(٥) أضواء البيان (٣/ ٣٠).