للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولذا قال الإمام ابن تيمية: "وأمر عمر -رضي الله عنه- بقطع الشجرة التي توهموا أنها الشجرة التي بايع الصحابة النبي -صلى الله عليه وسلم- تحتها بيعة الرضوان، لما رأى الناس ينتابونها، ويصلون عندها، كأنها المسجد الحرام، أو مسجد المدينة" (١).

أما الشجرة الحقيقية فقد عميت عليهم في زمان النبي -صلى الله عليه وسلم- فلم يهتدوا لمعرفتها، وكان إخفاؤها رحمة من الله كما قال ابن عمر - رضي الله عنهما - (٢).

يقول الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ (٣) بعد أن ذكر قصة خفاء الشجزة على الصحابة -رضي الله عنهم-: "هذا ما صار إليه شأن شجرة البيعة في عهد النبي -صلى الله عليه وسلم-، ثم صار في خلافة عمر بن الخطاب ما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية في اقتضاء الصراط المستقيم: وهو توهم من توهم في شجرة بالحديبية أنها هي الشجرة التي بايع الصحابة النبي -صلى الله عليه وسلم- تحتها (بيعة الرضوان)، فكان من توهم ذلك ينتابها ويصلي عندها، فأمر عمر بن


(١) اقتضاء الصراط المستقيم (ص ٣٠٦).
(٢) وبهذا التوفيق ينتفي التعارض بين روايات القصة.
(٣) هو: صاحب السماحة الشيخ الجليل أبو عبد العزيز محمد بن إبراهيم ابن الشيخ عبد اللطيف ابن الشيخ عبد الرحمن بن حسن، ابن شيخ الإسلام الإمام مجدد القرن الثاني عشر محمد بن عبد الوهاب، ولد في: ٧/ محرم/ ١٣١١ هـ، في مدينة الرياض، وأخذ العلم عن والده الشيخ إبراهيم وعن عمه الشيخ عبد اللطيف وعن الشيخ سعد بن عتيق وعن الشيخ حمد بن فارس وغيرهم، من أبرز تلامذته: فضيلة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز، وفضيلة الشيخ عبد الله بن محمد بن حميد وفضيلة الشيخ عبد المحسن العباد، وغيرهم، كان مفتيًا للديار السعودية، ورئيسًا للجامعة الإسلامية، ورئيسًا للقضاء في جميع المملكة، ورئيسًا لرابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة، له فتاوى جمعها الشيخ عبد الرحمن بن قاسم في ١٣ مجلد، وله رسائل مفيدة أخرى، توفي إثر مرض ألم به في الرابع والعشرين من شهر رمضان من عام ١٣٨٩ هـ. [انظر ترجمته في: مقال للشيخ عبد المحسن العباد ضمن مجلة الجامعة الإسلامية، العدد ٦ (١٥)، و (العالم العابد الشيخ عبد الرحمن بن قاسم -رحمه الله- حياته وسيرته ومؤلفاته، تأليف عبد الملك القاسم) (ص ٩٧)، من مطبوعات دار القاسم].