للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال الحسن البصري (١): " (تبارك): صفة من صفات الله تعالى؛ لأن كل بركة تجيء منه" (٢).

ويقول الإمام ابن تيمية: "وقد قال بعض الناس: إن ذكر الاسم هنا صلة، والمراد تبارك ربك؛ ليس المراد الإخبار عن اسمه بأنه تبارك؛ وهذا غلط، فإنَّه على هذا يكون قول المصلي (تبارك اسمك)؛ أي: تباركت أنت، ونفس أسماء الرب لا بركة فيها، ومعلوم أن نفس أسمائه مباركة، وبركتها من جهة دلالتها على المسمى" (٣).

وتَبَارُك الرب هو تفاعل من البركة، أي: تباركت ذاته، وتباركت أسماؤه، وتباركت صفاته، وتباركت أفعاله، والمعنى: أي: عظمت وجلت وبلغت غاية الكمال والعظمة.

ويقول ابن القيم في معرض ذكر أوصاف الله تعالى والثناء عليه: "له كل كمال، ومنه كل خير، له الحمد كله، وله الثناء كله، وبيده الخير كله، وإليه يرجع الأمر كله، تبارك اسمه، وتباركت أوصافه، وتباركت أفعاله، وتباركت ذاته، فالبركة كلها له ومنه" (٤).

ويقول رَحِمَهُ الله: "تبارك اسمه فلا يذكر على قليل إلا كثره، وعلى خير إلا أنماه وبارك فيه، ولا على آفة إلا أذهبها، ولا على شيطان إلا رده خاسئًا داحرًا، وكمال الاسم من كمال مسماه، فإذا كان شأن اسمه الذي لا يضر معه شيء في الأرض ولا في السماء، فشأن المسمى أعلى وأجل" (٥).


(١) هو: أبو سعيد الحسن بن أبي الحسن يسار الأنصاري مولاهم البصري، قال ابن حجر: "ثقة فقيه فاضل مشهور وكان يرسل كثيرًا ويدلس" توفي سنة ١١٠ هـ. [ترجمته في: سير أعلام النبلاء (٤/ ٥٦٣)، والتقريب (١٦٠)].
(٢) تفسير القرآن للإمام أبي المظفر السمعاني الشافعي (٤/ ٥).
(٣) مجموع الفتاوى (٦/ ١٩٣ - ١٩٤).
(٤) شفاء العليل (ص ١٨٤).
(٥) الصلاة وحكم تاركها (ص ٢٠١).