للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال أبو الحسن المباركفوري (١) في فوائد قول عمر عن الحجر الأسود: "وفيه الحث على الاقتداء برسول الله -صلى الله عليه وسلم- في تقبيله، وتنبيه على أنه: لولا الاقتداء لما فعله" (٢).

ويقول الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ: "والكعبة نفسها -زادها الله تشريفًا- لا يتبرك بها؛ ولهذا لا يقبل منها إلا الحجر الأسود فقط، ولا يمسح منها إلا هو، والركن اليماني فقط، وهذا المسح والتقبيل المقصود منه طاعة رب العالمين، واتباع شرعه؛ ليس المراد أن تنال اليد البركة في استلام هذين الركنين" (٣).

ويقول الشيخ العثيمين في الإجابة على أحد الأسئلة: "وبهذه المناسبة أود أن ألفت نظر الحجاج إلى أن المقصود بمسح الحجر الأسود والركن اليماني: هو التعبد لله تعالى بمسحهما لا التبرك (٤) بمسحهما، خلافًا لما يظنه الجهلة، حيث يظنون إن المقصود هو التبرك، ولهذا ترى بعضهم يمسح الركن اليماني أو الحجر الأسود ثم يمسح بيده


(١) هو: عبيد الله بن عبد السلام الرحماني المباركفوري أبو الحسن، من الدعاة من الهند ومن أهل الحديث، ولد في مباركفور سنة ١٣٢٧ هـ، وهو من مؤسسي الجامعة السلفية في بنارس، وترأسها وعمل على إنشاء جامعة المعارف الإسلامية، وهو قائد جماعة أهل الحديث في شبه القارة الهندية. شغل منصب نائب رئيس هيئة الأحوال الشخصية لمسلمي الهند. بالإضافة إلى عضويته وقيادته لعدد من المؤسسات التعليمية والدينية. وله مؤلفات عديدة على رأسها شرحه الضافي لمشكاة المصابيح: "مرعاة المفاتيح في شرح مشكاة المصابيح" وصل فيه إلى نهاية كتاب البيوع وأكمله ولده عبد الرحمن من بعده. [ترجمته في: إتمام الأعلام (ص ١٨٠ - ١٨١)].
(٢) مرعاة المفاتيح (٩/ ١٢٨).
(٣) فتاوى الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ (٥/ ٩)، برقم (١١٧٦).
(٤) أي: ليس المقصود من (التقبيل والمسح) البركة الحسية؛ من شفاء أو زيادة خير دنيوي، بحيث تنتقل البركة من الحجر إلى الشخص المقبل والماسح، وإنما المقصود بركة التعبد لله وامتثال أمره، وهو كثرة الخير والأجر في الدار الآخرة، وكفى بها بركة.