للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وإذا كان يتوجه هذا التوجه يدعو الرسول -صلى الله عليه وسلم- فهو مشرك شركًا أكبر يخرجه عن ملة رسول الله- عليه الصلاة والسلام-" (١).

وقد جعل العلامة المحدث عبد المحسن بن حمد العباد -حفظه الله- هذا الاستقبال بهذه الكيفية من الزيارة البدعية، فقال: "الثاني: أن يضَعَ يدَيْهِ على صدرِه كهيئَةِ الصلاةِ فإنَّ ذلك لا يَجوزُ، لأنَّ هذه هيئةُ خضوعٍ وذلٍّ لله عزَّ وجلَّ شُرعت في الصلاةِ حيث يكون المسلمُ قائمًا في صلاتِه يُناجِي ربَّه، وقد كان أصحابُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في حياتِهِ إذا وَصَلُوا إليه لا يَضَعُون أيدِيهم على صدورِهم عندَ سلامِهم عليه، ولو كان خيرًا لَسبَقُوا إليه" (٢).

وقد قرر الإمام ابن تيمية بأن العبادات بجميع أجزائها وهيآتها لا يجوز أن يصرف منها شيء لغيره سبحانه، فقال: "وأصناف العبادات الصلاة بأجزائها مجتمعة، وكذلك أجزاؤها التي هي عبادة بنفسها من السجود، والركوع، والتسبيح، والدعاء، والقراءة، والقيام، لا يصلح إلا لله وحده، ولا يجوز أن يتنفل على طريق العبادة إلا لله وحده؛ لا لشمس، ولا لقمر، ولا لملك، ولا لنبي، ولا صالح، ولا لقبر نبي، ولا صالح، هذا في جميع ملل الأنبياء.

وقد ذكر ذلك في شريعتنا حتى نهى أن يتنفل على وجه التحية والإكرام للمخلوقات؛ ولهذا نهى النبي معاذًا أن يسجد له، وقال: "ولو كنت آمرًا أحدًا أن يسجد لأحد لأمرت الزوجة أن تسجد لزوجها من عظم حقه عليها" (٣)،


(١) مجموع فتاوى ورسائل محمد بن صالح العثيمين (١٧/ ٣٠٢)، برقم (٢٦٧).
(٢) فضل المدينة وآداب سكناها وزيارتها، للشيخ عبد المحسن العباد البدر (ص ٤٠).
(٣) أخرجه أبو داود في سننه (٢/ ٢٤٤)، برقم (٢١٤٠)، وابن ماجه (١/ ٥٩٥) برقم (١٨٥٢)، والحديث صححه الشيخ الألباني: [انظر: سلسلة الأحاديث الصحيحة (٣/ ٢٠١ - ٢٠٢) تحت حديث (١٢٠٣).