للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

١ - إقرار المشركين بتوحيد الربوبية لا يدخلهم في الإسلام؛ لأن الإسلام هو التوحيد، وإفراده -عز وجل- بالعبادة كما قال تعالى: {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ} [آل عمران: ١٩]، فالذي أقرَّ لله بالربوبية ولم يأت بلازمه من توحيد العبادة لم يحقق الإسلام الذي سمى الله تعالى أهله مسلمين، ووعدهم بالحسنى.

يقول الشيخ سليمان آل الشيخ: "وهذا التوحيد هو حقيقة دين الإسلام الذي لا يقبل الله من أحد سواه كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "بُني الاسلامُ على خَمْس شَهَادةِ أنْ لَا إله إلّا الله، وأن محمدًا رسولُ الله، وإقامِ الصَّلاة، وإيتاء الزَّكاةِ، وَصَوْم رَمَضَانَ، وحَج البَيتِ"" (١).

فأخبر أن دين الإسلام مبني على هذه الأركان الخمسة: وهي الأعمال، فدل على أن الإسلام: هو عبادة الله وحده لا شريك له بفعل المأمور وترك المحظور، والإخلاص في ذلك لله، وقد تضمن ذلك جميع أنواع العبادة، فيجب إخلاصها لله تعالى، فمن أشرك بين الله تعالى وبين غيره في شيء فليس بمسلم" (٢).

٢ - أن توحيد الربوبية الذي أقرَّ به المشركون لم يقبله الله منهم، بل هو مردود عليهم، ولو كان إقرارهم هذا كافيًا عند الله تعالى لما أرسل الرسل وأنزل الكتب التي فيها الأمر بإفراده بالعبادة، كما قال عزَّ من قائل: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ (٣١)} [التوبة: ٣١].

يقول الإمام الصنعاني: "الحمد لله الذي لا يقبل توحيد ربوبيته من العباد حتى يفردوه بتوحيد العبادة كل الإفراد؛ من اتخاذ الأنداد، فلا يتخذون له ندًا، ولا يدعون معه أحدًا، ولا يتكلون إلا عليه، ولا


(١) سيأتي تخريجه، انظر: (ص ٥٠٥) من الرسالة.
(٢) تيسير العزيز الحميد (ص ٣١).