للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يقول -الإمام المجدد-: الشيخ محمد بن عبد الوهاب: "ومنها آية البقرةِ في الكفار الذين قال الله فيهم: {وَمَا هُم بِخَرِجِينَ مِنَ النَّارِ (١٦٧)} [البقرة: ١٦٧] ذكر أنهم يُحبُّون أندادهم كحبِّ الله، فدلَّ عَلى أنهم يحبون الله حبًا عظيمًا ولم يُدْخلهم في الإسلام فكيف بمن أحبَّ النِّدَّ أكبر من حُبِّ الله!، فكيف بمن لم يُحِبَّ إلا النِّدَّ وحده ولم يُحِبَّ اللّه! " (١).

ويقول الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن آل الشيخ: "توحيد الربوبية، واعتقاد الفاعلية له تعالى لا يكفي في السعادة والنجاة، ولا يكون به الرجل مسلمًا حتى يعبد الله وحده، ويتبرأ مما سواه من الأنداد والآلهة" (٢).

ويقول الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ: "ومجرد الإقرار بتوحيد الربوبية من أَن اللّه هو الخالق الرازق المدبر وحده لا يكفي في عصمة الدم والمال، ولا يكون به الرجل مسلمًا حتى يوحد الله تعالى في العبادة؛ فإن المشركين الذين بعث فيهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كانوا مقرين بتوحيد الربوبية" (٣).

ويقول الشيخ الشنقيطي: "والآيات الدالة على أن المشركين مقرون بربوبيته جلَّ وعلا ولم ينفعهم ذلك لإشراكهم معه غيره في حقوقه جلَّ وعلا كثيرة".

ثم ذكر جملة منها ثم قال: "والآيات المذكورة صريحة في أن الاعتراف بربوبيته جلَّ وعلا لا يكفي في الدخول في دين الإسلام إلا


(١) كتاب التوحيد (ص ٢٥).
(٢) تحفة الطالب والجليس في كشف شبه داود بن جرجيس (ص ٥٠).
(٣) فتاوى الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ (١/ ٧٣)، برقم (١٨) تحت عنوان: (تفسير أصل الإسلام).