للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يقول الإمام الأزهري (١): "الرّبّ هو الله تبارك وتَعالى، هو رَبُّ كُلّ شيء؛ أي: مالكه وله الرّبُوبيّة على جَميع الخَلْق لا شَريك له، ويقال: فلانٌ رَبّ هذا الشيء؛ أي: مِلْكه له، ولا يُقال: الرّب بالألف واللام لغير الله، وهو رَبّ الأَرْباب، ومالك المُلوك والأمْلاك، وكُل مَن مَلك شيئًا فهو رَبُّه، والعَرب تقول: لأن يَرُبَّني فلانٌ أَحَبّ إليّ من أن يَرُبّني فلان؛ يعني: أن يَكون رَبًّا فوقي وسَيّدًا يَمْلكني، والرَّبّ يَنْقسم على ثلاثة أَقْسام؛ يكون الرَّبُّ المالك، ويكون الرَّبّ السيِّدُ المُطاع، ويكون الرَّبُّ المُصْلح، رَبَّ الشيءَ؛ أي: أَصْلحه" (٢).

ويقول الإمام الطبري: "وقد يتصرف أيضًا معنى الرب في وجوه غير ذلك، غير أنها تعود إلى بعض هذه الوجوه الثلاثة، فربنا جلَّ ثناؤه السيد الذي لا شبه له ولا مثل في سؤدده، والمصلح أمر خلقه بما أسبغ عليهم من نعمه، والمالك الذي له الخلق والأمر" (٣).

وأما الرب المعرَّف بالألف واللام بدون إضافة فلا يطلق إلا على الله تبارك وتعالى، لكن يطلق على المخلوق ما كان مضافًا كرب الدار، ورب البئر، وربة البيت.

قال أبو السعود في تفسيره لقوله تعالى: {رَبِّ الْعَلَمِينَ (٢)}: "أي: مالكهم ومربيهم، والكل تحت ملكوته مفتقر إليه في ذاته ووجوده وسائر أحواله جميعًا" (٤).

ويقول المقريزي: "فالرب: مصدر رب يرب ربًّا فهو رابّ، فمعنى


(١) أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري، كان رأسًا في اللغة والفقه من مصنفاته: تهذيب اللغة وعلل القراءات، وشرح ديوان أبي تمام توفي عام ٣٧٠ هـ. [انظر ترجمته في: وفيات الأعيان (٤/ ٣٣٤)، وسير أعلام النبلاء (١٦/ ٣١٥ - ٣١٧)].
(٢) انظر: تهذيب اللغة (١٥/ ١٢٨).
(٣) تفسير الطبري (١/ ٦٢).
(٤) تفسير أبي السعود (٧/ ٢٨٣).