للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قوله: {رَبِّ اَلعَلَمِينَ (٢)}: رابّ العالمين، فإن الرب سبحانه وتعالى هو الخالق الموجد لعباده القائم بتربيتهم وإصلاحهم، المتكفل بصلاحهم من خلق ورزق وعافية وإصلاح دين ودنيا" (١).

ويقول الإمام ابن القيم: "فإن الرب هو القادر، الخالق، البارئ، المصور، الحي، القيوم، العليم، السميع، البصير، المحسن، المنعم، الجواد، المعطي، المانع، الضار، النافع، المقدم، المؤخر، الذي يضل من يشاء، ويهدي من يشاء، ويسعد من يشاء، ويشقي ويعز من يشاء، ويذل من يشاء، إلى غير ذلك من معاني ربوبيته" (٢).

وعليه فربوبية الله تعالى هي صفة من صفاته سبحانه وتعالى بكونه الخالق والموجد لهذا الكون، وهو المالك لجميع ما سواه، وهو المصلح أمر خلقه، المدبر لشؤونهم، المعبود المطاع في أمره ونهيه، وبهذه المعاني تواردت تفسيرات العلماء للفظة الرب (٣).

يقول ابن أبي العز الحنفي: "والرب يقتضي معاني كثيرة: وهي الملك، والحفظ، والتدبير، والتربية، وهي تبليغ الشيء كماله بالتدريج، فلا جرم أتى بلفظ يشمل هذه المعاني وهي الربوبية" (٤).

ويقول الشيخ علي القارئ: " {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (٤٥) أي: مالكهم، وخالقهم، ومربيهم، ومصلح أمورهم، ومعطي حاجاتهم، ومجيب دعواتهم" (٥).

ويقول -الإمام المجدد- الشيخ محمد بن عبد الوهاب: "وأما الرب: فمعناه: المالك المتصرف، وأما العالمين: فهو اسم لكل ما سوى الله تبارك وتعالى، فكل ما سواه من ملك ونبي وإنسي وجني وغير


(١) تجريد التوحيد المفيد (ص ٤ - ٥).
(٢) بدائع الفوائد (٢/ ٤٧٣).
(٣) تفسير ابن كثير (٤/ ٥٧٥) بتصرف.
(٤) شرح العقيدة الطحاوية (ص ١٤٢).
(٥) مرقاة المفاتيح (٣/ ٣٧٢).