للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مَفْعولٍ لأنَّه مُؤْتَمٌّ به، والتَّأَلُّه: التَّنَسُّكُ والتَّعَبُّدُ، والتَّأْلِيه: التَّعْبِيدُ قالَ رُؤْبَة:

لِلَّهِ دَرُّ الغَانِياتِ المُدَّهِ ... سَبَّحْنَ واسْتَرْجَعْنَ من تأَلُّهِي (١)

وكانت العَرَب في جاهليتها يَدعُون مَعبُوداتهم من الأصنام والأوْثان: آلهة وهي جمعُ إلاهة قال الله جلَّ وعزَّ: {وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ} وهي أصنامٌ عَبَدها قومُ فرعون معه، ورُوِي عن ابن عباس أنه قرأ: {وَيَذَرَكَ وَإِلاهَتَكَ} ويُفسِّره: وعِبادَتك، واعتلّ بأنّ فرعون كان يُعبَد ولا يَعْبُد، فهو على هذا ذو إلاهَةٍ لا ذو آلهَةٍ ... والقراءة الأولى أكثر وأشهَر وعليها قراءة الأمصار) (٢).

يتبين مما سبق أن الإله مصدر للفعل أَلَهَ إلهة وألوهية إذا عبد عبادة وعبودية، فالإله هو المعبود والألوهية هي العبادة، وبهذا المعنى للإله وهو المعبود فسر العلماء النصوص الواردة في الشرع.

يقول الإمام الطبري: "فإن قال وما دل على أن الألوهية هي العبادة، وأن الإله هو المعبود، وأن له أصلًا في فعل ويفعل. قيل: لا تمانع بين العرب في الحكم لقول القائل يصف رجلًا بعبادة ويطلب مما عند الله جلَّ ذكره: تأله فلان بالصحة ولا خلاف، ولا شك أن التأله التَّفَعُّل من أَلَه يَأْلَه، وأن معنى أَلَه إذا نطق به: عبد الله" (٣).

ويقول الإمام ابن تيمية: "والإله: هو المعبود الذي هو المقصود بالإرادات والأعمال كلها" (٤).


(١) انظر: العين، للخليل بن أحمد (٤/ ٣٢) مادة: (مده).
(٢) انظر: تهذيب اللغة للأزهري (٦/ ٢٢٢ - ٢٢٤)، وتاج العروس للزبيدي (٣٦/ ٣٢٠ - ٣٢٤)، والمحكم والمحيط الأعظم، لابن سيده (٤/ ٣٥٨)، ولسان العرب (١٣/ ٤٧٠)، والقاموس المحيط (ص ١٦٠٣).
(٣) تفسير الطبري (١/ ٥٤).
(٤) مجموع الفتاوى (١٧/ ٥١٧).