للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إلا الله، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله -صلى الله عليه وسلم-" (١).

عاشرًا: ومما يستفاد من القاعدة أنه لا يجوز أن يحكم على شخص بأنه حقق الشهادتين، أو حقق التوحيد؛ لما سبق بيانه في معنى القاعدة أن التحقيق لا يحصل إلا بمطابقة القول مع العمل الصادر عن اعتقاد صحيح، وانقياد قلبي سليم.

يقول الإمام ابن القيم: "وفيه معنى آخر: وهو أن الاستعانة، والاستعاذة، والاستغفار: طلب وإنشاء، فيستحب للطالب أن يطلبه لنفسه، ولإخوانه المؤمنين. وأما الشهادة فهي إخبار عن شهادته لله بالوحدانية، ولنبيه بالرسالة، وهي خبر يطابق عقد القلب، وتصديقه، وهذا إنما يخبر به الإنسان عن نفسه؛ لعلمه بحاله، بخلاف إخباره عن غيره، فإنه إنما يخبر عن قوله، ونطقه، لا عن عقد قلبه والله أعلم" (٢).


(١) مجموع الفتاوى (٧/ ٦٣٨).
(٢) حاشية ابن القيم (٦/ ١٠٦).