للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مقرر عند جمهور أهل العلم من أهل اللغة والأصول، وعليه فتكون كلمة التوحيد (لا إله إلا اللّه) دالة ومشتملة على النفي والإثبات.

يقول الإمام ابن قدامة: "فإن هذا صريح في الإثبات والنفي فمن قال: (لا إله إلا اللّه): مثبت للإلهية نافٍ لها عمن سواه" (١).

وقال القرطبي: "لا خلاف بين أهل اللسان وغيرهم أن الاستثناء من النفي إثبات، ومن الإثبات نفي" (٢).

وقال الآمدي (٣): "الاستثناء من الإثبات نفي، ومن النفي إثبات، خلافًا لأبي حنيفة، ودليلنا في ذلك أن القائل إذا قال (لا إله إلا اللّه) كان موحدًا مثبتًا للألوهية لله سبحانه وتعالى، ونافيًا لها عما سواه، ولو كان نافيًا للألوهية عما سوى الرب تعالى، غير مثبت لها بالنسبة إلى الرب تعالى لما كان ذلك توحيدًا لله تعالى؛ لعدم إشعار لفظه بإثبات الألوهية لله تعالى وذلك خلاف الإجماع" (٤).

وقال الزركشي (٥): "قول (لا إله إلا اللّه)؛ أي: على هذه الصيغة


(١) روضة الناظر لابن قدامة (ص ٢٧٠)، وانظر لتقرير قاعدة الاستثناء من النفي: الأشباه والنظائر" للسيوطي (ص ٣٧٨)، ومعنى لا إله إلا الله، للزركشي (ص ١٠١ - ١٠٤).
(٢) تفسير القرطبي (١٠/ ٣٧).
(٣) هو: علي بن أبي علي بن محمد بن سالم الثعلبي، الفقيه، الأصولي، له تصانيف عديدة منها: "الإحكام في أصول الأحكام"، و"منتهى السول"، توفي سنة ٦٣١ هـ.
[انظر ترجمته في: طبقات الشافعية للسبكي: (٥/ ١٢٩)، وطبقات الشافعية لابن قاضي شبهة (٢/ ٧٩)].
(٤) الإحكام للآمدي (٢/ ٣٣٠)، وانظر: (٣/ ١٠٨ - ١٠٩)، وإرشاد الفحول (ص ٢٥٥).
(٥) هو: الإمام بدر الدين محمد بن بهادر بن عبد اللّه الزركشي، الشافعي، أحد علماء مصر في القرن الثامن الهجري، ولد سنة ٧٤٥ هـ، من مؤلفاته: البحر المحيط في أصول الفقه، والبرهان في علوم القرآن وغيرها، توفي سنة ٧٩٤ هـ. [انظر: الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة (٣/ ٣٩٧)، وشذرات الذهب (٦/ ٣٣٥)].