للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

من صنم، أو كاهن، أو ساحر، أو كيفما تصرف الشرك فيه" (١).

ويقول الإمام الطبري: "والصواب من القول عندي في الطاغوت: أنه كل ذي طغيان على الله، فَعُبِدَ من دونه، إما بقهر منه لمن عبده، وإما بطاعة ممن عبده له، إنسانًا كان ذلك المعبود، أو شيطانًا، أو وثنًا، أو صنمًا، أو كائنًا ما كان من شيء" (٢).

ويقرِّر الرازي عموم معنى الطاغوت وأن ما ذكر عن السلف من معانٍ إنما هي أسباب حصل بسببها الطغيان، وليس بمنحصر فيها، فقد يوجد الطغيان بصور أخرى غيرها (٣)، وحصر ابن عطية: معنى الطاغوت فيمن عُبِدَ وأطيع من دون الله تعالى (٤).

وحقق الألولسي عمومه في سائر ما يطغى، وأن ما ذكر عن السلف هو من باب التمثيل فقط (٥).

ويقول الإمام ابن القيم: "والطاغوت كل ما تجاوز به العبد حده؛ من معبود، أو متبوع، أو مطاع، فطاغوت كل قوم من يتحاكمون إليه غير الله ورسوله، أو يعبدونه من دون الله، أو يتبعونه على غير بصيرة من الله، أو يطيعونه فيما لا يعلمون أنه طاعة لله، فهذه طواغيت العالم، إذا تأملتها وتأملت أحوال الناس معها رأيت أكثرهم من عبادة الله إلى عبادة الطاغوت، وعن التحاكم إلى الله وإلى الرسول إلى التحاكم إلى الطاغوت، وعن طاعته ومتابعة رسوله إلى طاعة الطاغوت ومتابعته" (٦).

ويقول -الإمام المجدد- الشيخ محمد بن عبد الوهاب: "والطاغوت عام؛ فكل ما عبد من دون الله، ورضي بالعبادة، من معبود،


(١) أحكام القرآن لابن العربي (١/ ٥٧٨).
(٢) تفسير الطبري (٣/ ١٩).
(٣) التفسير الكبير (٧/ ١٥).
(٤) المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز (٢/ ٦٦)، وانظر: تفسير السمعاني (١/ ٢٦٠).
(٥) روح المعاني (٣/ ١٣).
(٦) إعلام الموقعين (١/ ٥٠).