للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والأوثان، وما يدعو إليه الشيطان من عبادة كل ما يعبد من دون الله، ووحد الله، فعبده وحده، وشهد أن لا إله إلا هو فقد استمسك بالعروة الوثقى، أي: فقد ثبت في أمره، واستقام على الطريقة المثلى، والصراط المستقيم" (١).

وقال الإمام عبد الرحمن بن حسن: "فدلت الآية على أنه لا يكون مستمسكًا بلا إله إلا الله إلا إذا كفر بالطاغوت، وهي العروة الوثقى التي لا انفصام لها، ومن لم يعتقد هذا فليس بمسلم، لأنه لم يتمسك بلا إله إلا الله" (٢).

وقال الإمام سليمان بن سحمان: "فبين تعالى أن المستمسك بالعروة الوثقى هو الذي يكفر بالطاغوت، وقدم الكفر على الإيمان بالله؛ لأنه قد يدعي المدعي أنه يؤمن بالله وهو لا يتجنب الطاغوت، فتكون دعواه كاذبة" (٣).

وقال الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن آل الشيخ: "فدلت هذه الآية وما قبلها على أن الكفر بالطاغوت شرط لا يحصل الإسلام بدونه" (٤).

ويقول الأمين الشنقيطي: "وأشار إلى أنه لا يؤمن أحد حتى يكفر بالطاغوت بقوله: {فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى}، ومفهوم الشرط أن من لم يكفر بالطاغوت لم يستمسك بالعروة الوثقى وهو كذلك، ومن لم يستمسك بالعروة الوثقى فهو بمعزل عن الإيمان؛ لأن الإيمان بالله هو العروة الوثقى، والإيمان بالطاغوت


(١) تفسير ابن كثير (١/ ٣١٢).
(٢) الدرر السنية (١١/ ٢٦٣)، ومجموعة الرسائل والمسائل النجدية (٤/ ٣٣٩).
(٣) الدرر السنية في الأجوبة النجدية (١٠/ ٥٠٢).
(٤) مصباح الظلام (ص ٢٦٦).