للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الثاني: محبة تابعة تتعلق بمحبوبات الرب تبارك وتعالى.

القسم الثاني: محبة دينية غير شرعية، وهي المحبة مع الله عز وجل، وهذه على نوعين:

الأول: محبة شركية تقدح في أصل التوحيد وتضاده وتناقضه، بل تذهبه بالكلية، ويخرج بسببها المرء عن دينه، ويصبح كافرًا بالله العظيم.

الثاني: محبة محرمة تقدح في كمال التوحيد الواجب، وتنقص من كمال الإخلاص، ولكنها لا تخرج من الإسلام.

القسم الثالث: محبة طبيعية خلقها الله في قلوب العباد وجبلهم عليها، وهذه إذا لم توصل إلى خير، ولا تسببت في شر لا يتعلق بها ثواب ولا عقاب، وكانت في حيز المباح.

والقاعدة أشارت إلى المحبة الدينية سواء كانت شرعية أو غير شرعية.

فأما المحبة الدينية الشرعية فأصلها وأساسها محبة الرب تبارك وتعالى، فهي الأصل الذي تنبني عليه جميع المحاب، والأساس الذي يقوم عليه دين الإسلام، بل هي أصل كل خير في الدنيا والآخرة (١).

يقول الإمام ابن تيمية: "فجميع الأعمال الإيمانية الدينية لا تصدر إلا عن المحبة المحمودة، وأصل المحبة المحمودة هي محبة الله سبحانه وتعالى، إذ العمل الصادر عن محبة مذمومة عند الله لا يكون عملًا صالحًا، بل جميع الأعمال الإيمانية الدينية لا تصدر إلا عن محبة الله" (٢).

ويقول الإمام ابن القيم: "فمحبته تعالى، بل كونه أحب إلى العبد من كل ما سواه على الإطلاق من أعظم واجبات الدين، وأكبر أصوله، وأجلّ قواعده، ومن أحب معه مخلوقًا مثل ما يحبه فهو من الشرك الذي


(١) انظر: طريق الهجرتين (ص ٤٧٦).
(٢) مجموع الفتاوى (١٠/ ٤٩).