للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الوحدة، وهو المنفرد لا أنيس معه، والتوحيد تفعيل للنسبة كالتصديق والتكذيب لا للجعل.

وأصل هذه الكلمة يدل على الانفراد والتفرد، كما قال ابن فارس (١) في مادة (وحد): أصل واحد يدل على الانفراد، من ذلك الوَحْدَة، وهو واحد قبيلته إذا لم يكن فيهم مثله (٢). أما معنى العبادة، لغة فهي من الذل والخضوع والتطامن (٣).

وشرعًا: هي غاية الذل والخضوع مع غاية الحب والخوف والانقياد، مع تضمنها لأفعال المكلفين وأقوالهم الظاهرة والباطنة التي أمرهم اللَّه بها، وأحبها منهم، ورضيها لهم (٤).

ويدخل في العبادة الشرعية كل ما شرعه اللَّه تعالى، وأحبه، ورضيه؛ من الأقوال والأعمال، الباطنة والظاهرة؛ كمحبة اللَّه، وتعظيمه، وإجلاله، وطاعته، والتوكل عليه، والإنابة إليه، ودعائه خوفًا وطمعًا، وسؤاله رغبًا ورهبًا، وصدق الحديث، وأداء الأمانة، والوفاء بالعهود، وصلة الأرحام، والإحسان إلى الجار واليتيم، والمسكين وابن السبيل، وكذا النحر والنذر فإنَّهما من أجل العبادات، وأفضل الطاعات، وكذا الطواف ببيته تعالى، وحلق الرأس تعظيمًا وعبودية، وكذا سائر الواجبات والمستحبات (٥).

وفيما يأتي بعض أقوال علماء الأمة في تعريف توحيد العبادة:

يقول الإمام ابن تيمية: "وهذا التوحيد: هو عبادة اللَّه وحده لا


(١) ترجمته في: (ص ٤٧٣).
(٢) انظر: تهذيب اللغة (٥/ ١٢٥)، ومعجم مقاييس اللغة (٦/ ٩٠)، والعين، للخليل (٣/ ٢٨١)، ولوامع الأنوار (١/ ٥٦)، والمعجم الوسيط (٢/ ١٠١٦).
(٣) انظر: العين، للخليل (٢/ ٥٠)، ومقاييس اللغة (٤/ ٢٠٦).
(٤) سيأتي الكلام على العبادة بمزيد تفصل. [انظر: (ص ٣٣٠) وما بعدها].
(٥) انظر: مجموعة الرسائل والمسائل النجدية (٣/ ٣٢١ - ٣٢٢).