للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

شريك له، وأن لا نعبده إلا بما أحبه، وما رضيه، وهو ما أمر به وشرعه على ألسن رسله -صلوات اللَّه عليهم-، فهو متضمن لطاعته وطاعة رسوله، وموالاة أوليائه، ومعاداة أعدائه، وأن يكون اللَّه ورسوله أحب إلى العبد من كل ما سواهما، وهو يتضمن أن يحب اللَّه حبًا لا يماثله ولا يساويه فيه غيره، بل يقتضي أن يكون رسوله -صلى الله عليه وسلم- أحب إليه من نفسه، فإذا كان الرسول -لأجل أنه رسول اللَّه- يجب أن يكون أحب إلى المؤمن من نفسه، فكيف بربه سبحانه؟ " (١).

فبيَّن -رَحمه اللّه- أن توحيد العبادة: أن نعبد اللَّه تعالى وحده ونفرده بالعبادة، وأن نعبد كما شرع على لسان رسوله محمد -صلى الله عليه وسلم-، إضافة إلى محبته سبحانه وتعالى، ومحبة ذلك الرسول الكريم أكثر من محبة النفس والمال.

وعرَّفه الشيخ سليمان آل الشيخ (٢) بقوله: "النوع الثالث: توحيد الإلهية المبني على إخلاص التأله للّه تعالى؛ من المحبة، والخوف، والرجاء، والتوكل، والرغبة، والرهبة، والدعاء للّه وحده، وينبني على ذلك إخلاص العبادات كلها؛ ظاهرها وباطنها للّه وحده لا شريك له، لا يجعل فيها شيئًا لغيره، لا لملك مقرب، ولا لنبي مرسل فضلًا عن غيرهما" (٣).

وإخلاص التأله: هو إفراده تعالى بجميع العبادات الظاهرة والباطنة.


(١) مجموع الفتاوى (١٤/ ٣٧٨).
(٢) هو: الشيخ الفقيه المحدث سليمان بن عبد اللَّه بن محمد بن عبد الوهاب، ولد في مدينة الدرعية، وقد بلغ مرتبة عظيمة، حيث ولي قضاء مكة المكرمة في عهد الإمام سعود بن عبد العزيز، وبعدها قاضيًا في الدرعية، من أشهر كتبه: تيسير العزيز الحميد شرح كتاب التوحيد، وله كتب أخرى: -رحمه اللّه- ظلمًا وعدوانًا عام ١٢٣٣ هـ بأمر من إبراهيم باشا. انظر: عنوان المجد (١/ ٢٨٢)، وعلماء نجد خلال ستة قرون للبسام (٢/ ٣٤١).
(٣) تيسيير العزيز الحميد (ص ٢٨).