فالآية أشارت إلى المحبتين الأصليتين؛ الإيمانية والشركية، فالأولى هي محبة المؤمنين لربهم سبحانه وتعالى المستلزمة لقصده بالتأله والخضوع وكمال الذل والطاعة، وهذه أصل الإيمان والتوحيد، وأساس الإسلام والملة، فإن صرف منها لغير الرب تبارك وتعالى شيئًا تحولت إلى المحبة الشركية، وهي أصل الشرك، وأساس الكفر بالله العظيم، وما من تنديد في الأرض، واتخاذ آلهة مع الله تعالى إلا وأساسه هذه المحبة الشركية، بل ما من عبادة لغير الله إلا وأساسها الحب لذلك المعبود، فكل عابد محب لمعبوده، والمشركون يحبون آلهتهم كما بيَّن الله ذلك بقوله:{يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ}[البقرة: ١٦٥].
وهذا التشبيه الذي في الآية فيه قولان للعلماء: الأول: إثبات محبة المشركين للأنداد كمحبتهم لله تعالى فساووا بين حبهم للآلهة وبين حبهم للرب تبارك وتعالى، هذا اختيار الزجاج ونصره شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم -رحمهم الله-.
والقول الثاني: أنهم يحبون آلهتهم كحب الذين آمنوا لله، وهذا