للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الثالث: الحب لله وفيه، وهي من لوازم محبة ما يحب الله، ولا تستقيم محبة ما يحب الله إلا بالحب فيه وله.

الرابع: المحبة مع الله وهي المحبة الشركية، وكل من أحب شيئًا مع الله لا لله، ولا من أجله ولا فيه فقد اتخذه ندًا من دون الله، وهذه محبة المشركين" (١).

ويقول رحمه الله: "وأصل العبادة، وتمامها، وكمالها: هو المحبة، وإفراد الرب سبحانه بها، فلا يشرك العبد به فيها غيره" (٢).

فجعل رحمه الله المحبة على أقسام بالنسبة للعبادة؛ منها ما هو أصل في العباة لا تصح بدونها، ومنها ما هو واجب لا تتم العبادة إلا به، ويأثم من لا يتحقق فيه هذا، ومنها ما هو كمال تنقص به العبادة عن درجة الكمال، وإن كان صاحبها لا يأثم بفقدها، وهذا الأخير هو معترك التفضيل بين أهل الإيمان.

ويقول رحمه الله في بيان أنواع المحبة وتصنيفها إلى نافعة وضارة: "فالمحبة النافعة ثلاث أنواع: محبة الله، ومحبة في الله، ومحبة ما يعين على طاعة الله تعالى اجتناب معصيته، والمحبة الضارة ثلاثة أنواع: المحبة مع الله، ومحبة ما يبغضه الله تعالى، ومحبة ما تقطع محبته عن محبة الله تعالى أو تنقصها، فهذه ستة أنواع عليها مدار محاب الخلق، فمحبة الله عز وجل أصل المحاب المحمودة، وأصل الإيمان والتوحيد، والنوعان الآخران تبع لها" (٣).

ويقول الشيخ سليمان بن عبد الله آل الشيخ: "لما كانت محبة الله سبحانه: هي أصل دين الإسلام الذي يدور عليه قطب رحاها، فبكمالها يكمل الإيمان، وبنقصانها ينقص توحيد الإنسان، نبه المُصَنِّف رحمه الله


(١) الجواب الكافي (ص ١٣٤).
(٢) إغاثة اللهفان (٢/ ١٣٤).
(٣) إغاثة اللهفان (٢/ ١٤٠).