للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ويقول الشيخ صالح الفوزان - حفظه اللَّه -: "توحيد الألوهية؛ وهو إفراد اللَّه بالعبادة، وترك عبادة ما سواه، والبراءة من ذلك، وبيان ما يناقضه من الشرك الأكبر، أو ينقص كماله الواجب أو المستحب من الشرك الأصغر" (١).

ويقول أيضًا: "النوع الثاني: توحيد الألوهية؛ ومعناه: إفراد اللَّه تعالى بالعبادة، هذا غير إفراده بالخلق، والرزق، والتدبير، بل إفراد اللَّه بالعبادة؛ بأن لا يُعبَد إلا اللَّه -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى-؛ لا يُصلّى، ولا يُدعى، ولا يُذبَح، ولا يُنذَر، ولا يُحَج، ولا يُعتَمر، ولا يُتصَدق، إلى آخره؛ إلا للّه -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى-، يُبتغى بذلك وجه اللَّه -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى-" (٢).

فذكر حفظه اللَّه أن توحيد العبادة يتضمن البراءة من الشرك وأهله، وبغضهم وعداوتهم، وهذا القيد تتضمنه محبة اللَّه تعالى؛ لأنَّها تستلزم بغض أعدائه وأعداء رسله وأوليائه.

فحقيقة هذا التوحيد تتضمن الحكم الجازم واليقين القاطع ببطلان كل ما عبد مع اللَّه تعالى من الأنداد والأوثان والأحبار والرهبان، وأن عبادته من أبطل الباطل، وأعظم الفساد، وأكبر العدوان، وهذا هو النفي الذي تضمنته كلمة التوحيد والإخلاص.

ويقول الشيخ صالح آل الشيخ: "فتوحيد الألوهية: هو توحيد اللَّه بأفعال العبد المتنوعة، التي يوقعها على جهة التقرّب، فإذا توجه بها لواحد وهو اللَّه -جلَّ وعلا- كان موحدًا إياه توحيد الإلهية، وإذا توجّه العبد بها للّه ولغيره كان مشركًا في هذه العبادة" (٣).

وهنا يشير إلى أن توحيد العبادة هو توحيد اللَّه بأفعال المكلفين،


(١) إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد (١/ ١١).
(٢) المصدر نفسه (١/ ٢٠).
(٣) التمهيد لشرح كتاب التوحيد (ص ٧).