للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تزول بأدنى سبب؛ ولذلك كانوا يعدلون عن اَلهتهم إلى الله تعالى عند الشدائد، ويعبدون الصنم زمانًا ثم يرفضونه إلى غيره (١).

كما أن محبة المؤمنين لربهم -سبحانه وتعالى- ثابتة لا تتزعزع؛ لأنهم على يقين من ربهم، قد عرفوه بأسمائه وصفاته وأفعاله، بلا شك ولا ريب، فأيقنت قلوبهم بذلك واطمأنت به، فلا يختارون على الله ما سواه، والمشركون إذا اتخذوا صنمًا ثم رأوا أحسن منه طرحوا الأول واختاروا الثاني (٢).

رابعًا: من خلال القاعدة يمكن تقسيم المحبة الدينية الشرعية إلى قسمين:

القسم الأول: محبة هي ركن الحب وأصل الدين وأساس الإسلام، وأعظمها محبة الرب تبارك وتعالى الناشئة عن معرفة ذاته المقدسة، وأسمائه الحسنى، وصفاته المجيدة، وأفعاله الحميدة، وأقداره الحكيمة.

ثم محبة رسوله - صلى الله عليه وسلم - محبة تابعة ولازمة لمحبة مرسلة وهذه ناشئة عن التصديق بكونه رسولًا نبيًا أرسله الله تعالى، وبما اتصف به -عليه السلام- من صفات الكمال البشري، وبما جاء به من التنزيل والقرآن، كما أنه يدخل في ذلك محبة جميع ما أنزل على الرسول -صلى الله عليه وسلم- مما يتعلق بهذا الأصل فيحب الإيمان ويبغض الكفر، وهذه كالقاعدة التي تنبني عليها جميع شرائع الإسلام وجميع المحاب الدينية الشرعية.

القسم الثاني: محبة هي كمال في الدين وهذه على نوعين:

الأول: محبة هي كمال واجب وفرض لازم على كل مسلم، وهي


(١) انظر: تفسير البيضاوي (١/ ٤٤١).
(٢) انظر: تفسير الطبري (٢٥/ ١٥٠)، تفسير السمعاني (١/ ١٦٤)، وتفسير البغوي (١/ ١٣٦).