للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

في هذا التوحيد" (١).

فقد أشار -رحمه الله- إلى النوع الثاني من التحقيق وهو تمام التوحيد أو الكمال الواجب.

ويقول -رحمه الله-: "فإذا تحقق القلب بالتوحيد التام لم يبق فيه محبة لغير ما يحبه الله ولا كراهة لغير ما يكرهه الله" (٢).

ويقول الإمام ابن القيم في بيان تحقيق التوحيد في المحبة لغير الله: "وهذا بخلاف الحب مع الله فهو نوعان؟ يقدح في أصل التوحيد وهو شرك، ونوع يقدح في كمال الإخلاص ومحبة الله ولا يخرج من الإسلام" (٣).

وقصده بكمال الإخلاص هو تحقيق الكمال الواجب للتوحيد وهو تمام التوحيد.

ويقول الشيخ سليمان آل الشيخ: "وتحقيق التوحيد: هو معرفته والاطلاع على حقيقته والقيام بها علمًا وعملًا، وحقيقة ذلك انجذاب الروح إلى الله محبة وخوفًا وإنابة وتوكلًا ودعاء وإخلاصًا وإجلالًا وهيبة وتعظيمًا وعبادة، وبالجملة فلا يكون في قلبه شيء لغير الله، ولا إرادة لما حرم الله ولا كراهة لما أمر الله وذلك هو حقيقة لا إله إلا الله" (٤).

وهذا التعريف لتحقيق التوحيد تضمن تحقيق الأصل، وتحقيق التمام، وتحقيق الكمال المستحب، إذ معرفة التوحيد بأنواعه الثلاثة لا سيما توحيد العبادة، وكونه - سبحانه وتعالى - هو المستحق للعبادة دون ما سواه، كما أن القيام بحقيقته علمًا وعملًا يتضمن الأصل والتمام، وأشار إلى كماله المستحب بقوله: انجذاب الروح إلى الله محبة وخوفًا وإنابة وتوكلًا.

ويقول الشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ: "قلت: تحقيقه:


(١) جامع العلوم والحكم (ص ٢٠٤).
(٢) المصدر نفسه (ص ٣٦٦).
(٣) الروح (ص ٢٥٣).
(٤) تيسير العزيز الحميد (ص ٧٧).