للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تخليصه وتصفيته من شوائب الشرك والبدع والمعاصي" (١).

ويقول الشيخ سليمان بن عبد الرحمن الحمدان (٢): "وتحقيق التوحيد تخليصه وتصفيته من شوائب الشرك والبدع والمعاصي، فلا يعمل شركًا يحبطه، ولا بدعة تقدح فيه، ولا معصية تنقصه، وتحقيق التوحيد عزيز في الأمة لا يوجد إلا في أهل الإيمان الخالص الذين أخلصهم الله واصطفاهم من خلقه" (٣).

ويبين الشيخ عبد الرحمن السعدي حقيقة تحقيق التوحيد بقوله: "فإن تحقيق التوحيد تهذيبه وتصفيته من الشرك الأكبر والأصغر، ومن البدع القولية الاعتقادية، والبدع الفعلية العملية، ومن المعاصي، وذلك بكمال الإخلاص لله في الأقوال والأفعال والإرادات، وبالسلامة من الشرك الأكبر المناقض لأصل التوحيد، ومن الشرك الأصغر المنافي لكماله، وبالسلامة من البدع والمعاصي التي تكدر التوحيد، وتمنع كماله، وتعوقه عن حصول آثاره" (٤).

ويقول الشيخ حافظ الحكمي: "فالذين آمنوا الإيمان التام الذي لم


(١) فتح المجيد (ص ٤٧)، وأقر الشيخ حمد بن عتيق ما ذكره الشيخ عبد الرحمن والشيخ سليمان آل الشيخ في إبطال التنديد (ص ٢٨).
(٢) هو: الشيخ سليمان بن عبد الرحمن بن محمد آل حمدان، ولد عام ١٣٢٢ هـ، وحفظ القرآن وطلب العلم، وعد من كبار علماء بلدته، انتقل إلى مكة، وتولى القضاء، وإمامة مسجد ابن عباس، وكان مكان تدريسه للطلبة، ثم عين إمامًا وخطيبًا في المسجد النبوي ومدرسًا فيه، بعدها رجع إلى مكة وعين عضوًا في رئاسة القضاء، من مؤلفاته: الدر النضيد شرح كتاب التوحيد، الأجوبة الحسان في جواب المستفتي من باكستان، والأجوبة البيرونية، ورسالة في أن قتال الكفار جهاد لا دفاع، توفي في عام ١٣٩٧ هـ، ودفن في الطائف. [ترجمته في: علماء نجد خلال ثمانية قرون (٢/ ٢٩٥ - ٣٠٠)، وكتاب قضاة المدينة المنورة (١/ ١٨٨ - ١٩١)].
(٣) الدر النضيد على أبواب التوحيد (ص ٣٧).
(٤) القول السديد في مقاصد التوحيد، ضمن المجموعة الكاملة لمؤلفات الشيخ السعدي، قسم العقيدة الإسلامية (٣/ ١٣ - ١٤).