للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تشبه شوائب الشرك الأكبر المنافي لجميعه، ولا الشرك الأصغر المنافي لكماله، ولا معاصي الله المحبطة لثمراته من الطاعات فأولئك لهم الأمن التام من خزي الدنيا وعذاب الآخرة، والاهتداء التام في الدنيا والآخرة ... " (١).

ويقول الشيخ عبد الرحمن بن قاسم: "وتحقيقه من وجهين، واجب ومندوب، فالواجب تخليصه وتصفيته عن شوائب الشرك والبدع والمعاصي، فالشرك ينافيه بالكلية، والبدع تنافي كماله الواجب، والمعاصي تقدح فيه وتنقص ثوابه، فلا يكون العبد محققًا للتوحيد حتى يسلم من الشرك بنوعيه، ويسلم من البدع والمعاصي، والمندوب تحقيق المقربين، تركوا ما لا بأس به حذرًا مما به بأس، وحقيقته هو انجذاب الروح إلا الله، فلا يكون في قلبه شيء لغيره، فإذا حصل تحقيقه بما ذكر، فقد حصل الأمن التام، والاهتداء التام" (٢).

ويقول الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز: "تحقيق التوحيد: تخليصه من شوائب الشرك والبدع والمعاصي، فمن حقق توحيده، وسلم من الشرك والبدع والمعاصي، دخل الجنة بغير حساب ولا عذاب" لأن الشرك الأكبر ينافي التوحيد، والأصغر ينافي كماله الواجب، والبدع والمعاصي تقدح فيه، وتنقص ثوابه" (٣).

ويقول الشيخ صالح آل الشيخ -حفظه الله-: "وتحقيقه بمعنى تحقيق الشهادتين (لا إله إلا الله محمد رسول الله) ومعنى تحقيق الشهادتين: تصفية الدين من شوائب الشرك والبدع والمعاصي، فصار تحقيق التوحيد يرجع إلى ثلاثة أشياء:


(١) معارج القبول (٢/ ٤٠٥).
(٢) حاشية كتاب التوحيد (ص ٣٧).
(٣) شرح كتاب التوحيد لسماحة الشيخ عبد العزيز بن باز (ص ٢٧)، تحقيق: محمد العلاوي.