للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الأول: ترك الشرك بأنواعه: الأكبر والأصغر والخفي.

الثاني: ترك البدع بأنواعها.

الثالث: ترك المعاصي بأنواعها.

فيكون تحقيق التوحيد على هذا على درجتين: درجة واجبة، ودرجة مستحبة، وعليها يكون الذين حققوا التوحيد على درجتين أيضًا: فالدرجة الواجبة: أن يترك ما يجب تركه من الأشياء الثلاثة التي ذكرت، فيترك الشرك خفيه وجليه، صغيره وكبيره، ويترك البدع، ويترك المعاصي، هذه درجة واجبة.

والدرجة المستحبة في تحقيق التوحيد -وهي التي يتفاضل فيها الناس من المحققين للتوحيد أعظم تفاضل- هي ألا يكون في القلب شيء من التوجه أو القصد لغير الله - جل وعلا - يعني: أن يكون القلب متوجهًا إلى الله بكليته، ليس فيه التفات إلى غير الله، فيكون نطقه لله، وفعله وعمله لله، بل وحركة قلبه لله - جل وعلا - وقد عبر عنها بعض أهل العلم - أعني: هذه الدرجة المستحبة - بقوله: أن يترك ما لا بأس به حذرًا مما به بأس، يعني: فى مجال أعمال القلوب، وأعمال اللسان، وأعمال الجوارح" (١).

ويقول الشيخ عبد العزيز الريس - حفظه الله -: "المحققون للتوحيد دررجات متفاوتة لكن شرط تحقيق التوحيد تخليصه من أحد نواقضه المخرجة من الدين والملة، ثم بعد ذلك الناس في تحقيقه جملة قسمان:

أ - تحقيق واجب: وهو تخليصه من الأمور المحرمة كالشرك الأصغر والبدع والمعاصي مع فعل الواجبات الشرعية والناس في هذا على درجات.

ب - تحقيق مستحب: وهو تخليصه من الأمور المكروهة مع فعل


(١) التمهيد لشرح كتاب التوحيد (ص ٣٢ - ٣٣).