للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رغبة ورهبة إليك، لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك، اللَّهُمَّ آمنت بكتابك الذي أنزلت، وبنبيك الذي أرسلت، فإن مت من ليلتك فأنت على الفطرة، واجعلهن آخر ما تتكلم به، قال فرددتها على النبي -صلى الله عليه وسلم- فلما بلغت: اللَّهُمَّ آمنت بكتابك الذي أنزلت قلت: ورسولك، قال: لا؛ ونبيك الذي أرسلت" (١).

قال الحافظ ابن حجر -رحمه الله- فى معنى حديث البراء: "وأولى ما قيل في الحكمة في رده -صلى الله عليه وسلم- على من قال الرسول بدل النبي: إن ألفاظ الأذكار توقيفية، ولها خصائص وأسرار لا يدخلها القياس، فتجب المحافظة على اللفظ الذي وردت به، وهذا اختيار المازري، قال: فيقتصر فيه على اللفظ الوارد بحروفه، وقد يتعلق الجزاء بتلك الحروف، ولعله أوحي إليه بهذه الكلمات فيتعين أداؤها بحروفها" (٢).

وهكذا نجد أهل العلم يقررودن أن ألفاظ الأذكار توقيفية، ويعلل بعضهم ذلك باحتمال وجود معنى خاص وسر معين في صيغة الألفاظ النبوية (٣).

يقول الحافظ السخاوي (٤): "بل الاستدلال به لمجرد المنع ممنوع؛


(١) أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الوضوء، فضل من بات على الوضوء (١/ ٩٧)، برقم (٢٤٤).
(٢) فتح الباري لابن حجر (١١/ ١١٢).
(٣) انظر: تدريب الراوي للسيوطي (٢/ ١٢٢).
(٤) هو: محمد بن عبد الرحمن بن محمد، شمس الدين السخاوي: مؤرخ حجة، عالم بالحديث والتفسير والأدب، أصله من سخا من قرى مصر، ومولده في القاهرة في عام ٨٣١ هـ، ساح في البلدان سياحة طويلة، وصنف زهاء مئتي كتاب أشهرها: "الضوء اللامع في أعيان القرن التاسع"، ترجم لنفسه فيه، وله: "شرح ألفية العراقي"، و"المقاصد الحسنة"، و"القول البديع في أحكام الصلاة على الحبيب الشفيع"، و"الإعلان بالتوبيخ لمن ذم التأريخ"، وغيرها، توفي سنة ٩٠٢ هـ، ووفاته بالمدينة. [ترجمته في: الضوء اللامع (٨/ ٢ - ٣٢)، والأعلام للزركلي (٦/ ١٩٤)].