للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أفعاله، ولا فيما يستحقه من العبادة، والمحبة، والتوكل، والطاعة، والدعاء، وسائر حقوقه" (١).

فالآية الكريمة المتضمنة النهي عن ضرب الأمثال لله تعالى بالمخلوقين، فلا يشبه عزَّ وجل بالمخلوق الذي يحتاج إلى الأعوان والحجاب، ولا يشبه المخلوق بالله تعالى في استحقاق العبادة والتأله (٢).

وفي قوله تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ}، رد للتشبيه والتمثيل (٣).

يقول الإمام ابن القيم: "وكذلك قوله سبحانه: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (١١)} إنما قصد به نفي أن يكون معه شريك، أو معبود يستحق العبادة والتعظيم، كما يفعله المشبهون والمشركون، ولم يقصد به نفي صفات كماله، وعُلُوَّه على خلقه، وتَكَلُّمَه بكتبه، وتَكْلِيمَه لرسله" (٤).

ويقول الشيخ صلاح الدين آيبك الصفدي (٥) في قوله تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ}: "وشيء للعموم، وشيء يستغرق الإلهية، والصورة، والصفة، وكل ما سوى الله تعالى" (٦).

ويقول الشيخ السعدي: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} أي: ليس يشبهه


(١) مجموع الفتاوى (٢٧/ ٣٦٦).
(٢) وانظر: المصدر نفسه (٢٧/ ٣٤٠ - ٣٤١).
(٣) انظر: المصدر نفسه (٣/ ٤).
(٤) إغاثة اللهفان (٢/ ٢٣١).
(٥) هو: خليل بن أيبك بن عبد الله الصفدي، صلاح الدين: أديب، مؤرخ، كثير التصانيف الممتعة، ولد في صفد (بفلسطين) سنة ٦٩٦ هـ، وإليها نسبته، وتعلم في دمشق فعانى صناعة الرسم فمهر بها، ثم ولع بالأدب وتراجم الأعيان، وتولى ديوان الإنشاء في صفد ومصر وحلب، ثم وكالة بيت المال في دمشق، فتوفي فيها سنة ٧٦٤ هـ، وله زهاء مئتي مصنف، منها: الوافي بالوفيات، في التراجم، والشعور بالعور، في تراجم العور وأخبارهم، ونكت الهميان، وغيرها. [ترجمته في: الأعلام للزركلي (٢/ ٣١٥)].
(٦) انظر: الوافي بالوفيات (٣/ ٧٩).