للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

واستدعاء مال، أو ما يؤدي إلى المال" (١).

وقال أيضًا في أنواع السؤال: "والسؤال على ضربين: طلب المقال وجوابه المقال، وطلب النوال وجوابه النوال، فعلى الأول: {أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ} [الأحقاف: ٣١]، وقال: {وَمَنْ لَا يُجِبْ دَاعِيَ اللَّهِ} [الأحقاف: ٣٢]، وعلى الثاني قوله: {قَالَ قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُمَا فَاسْتَقِيمَا} [يونس: ٨٩]؛ أي: أعطيتما ما سألتما، والاستجابة قيل هي الإجابة، وحقيقتها هي التحري للجواب والتهيؤ له" (٢) ..

أما الطلب فهو من الأصل الثلاثي (طلب)، يقال: طلبت الشيء أطلبه طلبًا، وهذا مطلبي، وهذه طلبتي، وهو أصل واحد يدل على ابتغاء الشيء، وطلبه طلبًا إذا هم بتحصيله، أو التمسه وأراده ورغب فيه، والطَّلَبُ مُحَاوَلَة وِجْدَانِ الشَّيءِ وأَخْذِه (٣).

قال الراغب: "الطلب الفحص عن وجود الشئ عينًا كان أو معنى، قال: {فَلَنْ تَسْتَطِيعَ لَهُ طَلَبًا (٤١)} [الكهف: ٤١]، وقال: {ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ (٧٣)} [الحج: ٧٣]، وأطلبت فلانًا إذا أسعفته لما طلب وأحوجته إلى الطلب" (٤).

وبذلك يظهر التقارب الشديد بين السؤال والطلب؛ ولذا كان استعمال أهل العلم لكلا اللفظين من باب استعمال الكلمات المترادفة في المعنى (٥)، مع وجود الفرق بينهما عند التدقيق.


(١) المفردات في غريب القرآن (ص ٢٥٠).
(٢) المصدر نفسه (ص ١٠٢).
(٣) انظر: معجم مقاييس اللغة (٣/ ٤١٧)، وتهذيب اللغة (٣/ ٢٣٧)، وتاج العروس (٣/ ٢٧٤)، والعين (٧/ ٤٣٠)، ومختار الصحاح (ص ١٦٦)، والمعجم الوسيط (٢/ ٥٦١)، والقاموس المحيط (ص ١٤٠).
(٤) المفردات في غريب القرآن (ص ٣٠٥ - ٣٠٦).
(٥) انظر: الضياء الشارق في رد شبهات الماذق المارق، لابن سحمان (ص ٤٥٢).