للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

جاء "في معجم الفروق اللغوية": "الفرق بين السؤال والطلب: أن السؤال لا يكون إلا كلامًا، ويكون الطلب السعي وغيره، وفي مَثَلٍ: عليك الهرب وعلى الطلب" (١).

وذكر أبو البقاء الكفوي فرقًا آخر فقال: "والطلب عام، حيث يقال فيما تسأله من غيرك، وفيما تطلبه من نفسك، والسؤال لا يقال إلا فيما تطلبه من غيرك" (٢).

وقد جاء التعبير كثيرًا في النصوص الشرعية عن السؤال والطلب -الذي هو عبادة لله تعالى- بالدعاء، والدعاء كما سيأتي على قسمين في الشرع:

دعاء عبادة، ودعاء مسألة (٣).

والسؤال والطلب في القاعدة متعلقان بدعاء المسألة، متضمنان لدعاء العبادة للتلازم وعدم الانفكاك بين النوعين، ومن أمثلة ذلك في النصوص الشرعية قوله تعالى: {قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللَّهِ تَدْعُونَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (٤٠) بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شَاءَ وَتَنْسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ (٤١)} [الأنعام: ٤٠، ٤١]، فالدعاء في هذه الآيات المقصود به دعاء المسألة، فهو ظاهر فيه، بدليل أنهم في حال شدة وكربة وطلبوا كشفها عنهم، ودعاء العبادة يدخل فيه من باب اللزوم، إذ لا ينفك دعاء العبادة عن دعاء المسألة كما سيأتي تقريره.

يقول الشيخ الدهلوي في آية الأنعام: "وليس المراد من الدعاء العبادة كما قاله بعض المفسرين، بل هو الاستعانة" (٤).


(١) معجم الفروق اللغوية، للعسكري (ص ٢٨٩).
(٢) كتاب الكليات، لأبي البقاء الكفوي (ص ٩١٧).
(٣) انظر: القاعدة التالية المتعلقة بدعاء العبادة ودعاء المسألة (ص ٨٧٩).
(٤) حجة الله البالغة (ص ١٢٩).