للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عبادة اللَّه وحده لا شريك له" (١).

وقد جاء في تفسير وصية الأنبياء لأقوامهم عند قوله تعالى: {شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ} [الشورى: ١٣] أن إقامة الدين الذي وصى به هؤلاء الأنبياء جميعًا هو توحيد اللَّه تعالى وعبادته وحده لا شريك له.

ويقول -الإمام المجدد- محمد بن عبد الوهاب: "وكل أمة بعث اللَّه إليها رسولًا من نوح إلى محمد يأمرهم بعبادة اللَّه وحده، وينهاهم عن عباده الطاغوت" (٢).

ويقول الشيخ إسحاق بن عبد الرحمن آل الشيخ (٣): "واعلم أن الدين كلمة جامعة لخصال الخير وأعلاها التوحيد كما تقدم؛ وهو على القلب بالاعتقاد والصدق والمحبة، وعلى اللسان بتقريره وتحقيقه والدعوة إليه واللهج به، وعلى الجوارح بالعمل بمقتضاه، والسعي في وسائله والبعد عن مضاده" (٤).

ومما سبق يظهر لنا معنى الإسلام العام، والدين الذي اتفق عليه جميع الأنبياء والمرسلين، من أولهم إلى آخرهم، ألا وهي أصول ثلاثة: التوحيد والنبوات والمعاد، وأن أعظم هذه الأصول وأبرزها في دعوة


(١) تفسير القرآن العظيم (٤/ ١١٠).
(٢) ثلاثة الأصول ضمن مؤلفات الإمام محمد بن عبد الوهاب (٦/ ١٤١).
(٣) هو: العلامة المحدث إسحاق بن عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ، ولد عام: ٢٧٦ اهـ، من مصنفاته: سلوك الطريق الأحمد، والجوابات المسمعية على الأسئلة الروائية، والرد على أمين العراقي، توفي عام ١٣١٩ هـ. [ترجمته في: علماء نجد للبسام (١/ ٢٠٥ - ٢٠٦)].
(٤) سلوك الطريق الأحمد (ص ٢٦)، وهي رسالة أجاب فيها الشيخ إسحاق عن سؤال وجه له، وسبب تسميتها أنه قال في مطلعها: "من إسحاق بن عبد الرحمن بن حسن، إلى الأخ المكرم: عبد اللَّه آل أحمد، وفقنا اللَّه وإياه لسلوك الطريق الأحمد". [انظر: الدرر السنية في الأجوبة النجدية (١٢/ ٣٩٣)].