للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يقول الإمام ابن تيمية: "والأنبياء إنما بعثوا بالدعوة إلى اللَّه وحده؛ وقد يذكرون المعاد مجملًا ومفصلًا، والقصص قد يذكر بعضهم بعضها مجملًا، وأما الإلهيات فهي الأصل، ولا بد من تفصيل الأمر بعبادة اللَّه وحده دون ما سواه، فلا بد لكل نبي من الأصول الثلاثة؛ الإيمان باللّه، واليوم الآخر، والعمل الصالح" (١).

فهذا هو أصل دعوتهم، وفيه وقع الخلاف بين الرسل وأقوامهم.

يقول -الإمام المجدد- الشيخ محمد بن عبد الوهاب: "العبادة هي التوحيدُ لأن الخصومة فيه" (٢).

ولذا اهتم العلماء بهذا الأصل العظيم، وبه فسروا الإسلام العام والملة المشتركة، والدين الذي جاء به جميع الأنبياء والمرسلين.

يقول الإمام الطبري: "ولكن الدين الواحد الذي لا يقبل غيره التوحيد والإخلاص للّه الذي جاءت به الرسل" (٣).

ويقول الإمام ابن تيمية: "فهذا دين الأولين والآخرين من الأنبياء وأتباعهم هو دين الإسلام: وهو عبادة اللَّه وحده لا شريك له وعبادته تعالى في كل زمان ومكان بطاعة رسله -عليهم السلام-، فلا يكون عابدًا له من عبده بخلاف ما جاءت به رسله" (٤).

ويقول ابن كثير (٥) -رَحمه اللّه-: "والدين الذي جاءت به الرسل كلهم هو


(١) مجموع الفتاوى (١٧/ ١٢٥ - ١٢٦).
(٢) كتاب التوحيد، للإمام محمد بن عبد الوهاب (ص ٩).
(٣) جامع البيان (٦/ ٢٦٩).
(٤) الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح (١/ ٨٣)، [وانظر: اقتضاء الصراط المستقيم (ص ٤٥٥)، الرد على المنطقيين (ص ٢٩٠)].
(٥) هو: إسماعيل بن عمر بن ضوء بن كثير القيسي البصروي، عماد الدين أبو الفداء الحافظ المفسر، له مصنفات عديدة منها: البداية والنهاية في التاريخ، وتفسير القرآن، توفي -رَحِمَه اللّه- سنة ٧٧٤ هـ. [انظر ترجمته في: طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة (٣/ ٨٥)، وطبقات المفسرين للداوودي (١/ ٢٦٠)، والبدر الطالع (١/ ١٥٣)].