وثانيها: أن الصحابة متى شتموا الأصنام فهم كانوا يشتمون الرسول -عليه الصلاة والسلام-، فالله تعالى أجرى شتم الرسول مجرى شتم الله تعالى، ... وثالثها: أنه ربما كان في جُهّالهم من كان يعتقد أن شيطانًا يحمله على ادعاء النبوة والرسالة، ثم إنه لجهله كان يسمي ذلك الشيطان بأنه إله محمد -عليه الصلاة والسلام- فكان يشتم إله محمد بناء على هذا التأويل". وقال ابن الجوزي رحمه الله: " (فيسبوا الله)؛ أي: فيسبوا من أمركم بعيبها، فيعود ذلك إلى الله تعالى، لا أنهم كانوا يصرحون بسبّ الله تعالى؛ لأنَّهم كانوا يقرون أنه خالقهم وإن أشركوا به". [انظر: التفسير الكبير (١٣/ ١١٥)، وتفسير السمعاني (٢/ ١٣٥)، وزاد المسير (٣/ ١٠٢)، وتفسير البغوي (٢/ ١٢٢)، ومرقاة المفاتيح (٧/ ٣٥٤)]. (١) الفتاوى الكبرى (٣/ ٢٥٨). (٢) انظر: تفسير ابن كثير (٢/ ١٦٥).