ولا شك أن المحرمات كثيرة، ولكن من أبرزها: عكوف الكثير على سماع الأغاني والموسيقى والملاهي ونحوها، فإن الكثير عندما يُقرأ عليهم القرآن تجد أحدهم ينعس أو ينام، ولكن إذا سمع أغنية أو مطرباً أو مغنياً طرب له، وذهب عنه النعاس والوسن الذي كان يعتريه، وقام نشيطاً، وبات ليله على هذا السماع، ولا شك أن هذا من النفاق، حيث إنه حيل بينهم وبين سماع القرآن، واعتاضوا عنه بسماع الغناء واللهو الذي يشغلهم.
ثم هو مع ذلك يفسد القلوب، فإن هؤلاء الذين يعكفون على سماع الغناء تفسد أفئدتهم، وتفسد قلوبهم والعياذ بالله، وتثقل عليهم الطاعات، وتسهل عليهم المحرمات، ثم هو دافع أيضاً إلى ما وراءه، وإلى ما هو شر منه، وذلك أنه إذا كان سماع أغنية مثيرة أو أغنية امرأة من المطربات ونحوها، فإنه يدفع إلى فعل الفواحش، واقتراف المحرمات -والعياذ بالله- فيكون إثمه أعظم وأكبر، ولأجل ذلك فشت -بسبب هذه الأغاني- هذه المعاصي التي منها فعل فاحشة الزنا واللواط أو ما يشبهه، وتمكنت في كثير من الناس بسبب أنهم ألفوا هذه الأصوات الرقيقة، الرنانة، المثيرة للوجد، المثيرة للشهوات، التي تدفعهم إلى اقتراف المحرمات، ولا يجدون ما يردعهم، وليس معهم من الإيمان ما يمنعهم من اقترافها، فكان عندهم دافع وهو سماع هذه الأغاني، وليس عندهم مانع من الإيمان القوي، والخوف من الله تعالى، ومراقبته، فنهيب بالإخوة أن يحفظوا أنفسهم عن سماع الأغاني أو الجلوس عندها.