كان الشيخ إذا رأى نجابة الطالب الذكي فإنه يحبه، ويرفع مكانته، ويشجعه على الدراسة وعلى الحفظ، كما حصل لتلميذه الأمثل الشيخ: ابن باز -رحمهما الله جميعاً-، فإن الشيخ ابن باز رحمه الله كان دائماً يعترف بفضله عليه، وبتقديمه له، وكلما ذكره هملت عيناه دمعاً؛ لاعترافه بفضله، وفي هذا دليلٌ على أنه كان يشجع كل من يرغب في التتلمذ عليه، وحدثني بعض المشايخ كالشيخ عبد الرحمن بن عويمر رحمه الله أنه قرأ عليه زاد المستقنع مرتين أو ثلاثاً، وكذلك قرأ عليه كتاب بلوغ المرام حفظاً، وقرأ عليه زملاء له كانوا يجتهدون في حفظه، وقد أدركنا بعضهم يحفظون الزاد كاملاً حفظاً متقناً.
أدركنا شيخاً لنا هو تلميذٌ للشيخ محمد يقال له: صالح بن مطلق رحمه الله كان يحفظ الزاد، وكان قد قرأه على الشيخ، وسمع شرحه عليه، وكذلك غيره من المشايخ، وأدركت شيخاً يقال له: عبد الله بن مرشد يحفظ الزاد، وكان ضريراً، وكنت مرةً في مسجدٍ له، وكان هو الإمام، وكان يوم مطر، فابتدأ يقرأ من وسط الزاد، حتى قرأ نحو ساعة أو ساعتين قراءة متواصلة! ثم سئل فقال: إني حفظته وقرأت شرحه على الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله.