للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الحكمة في إنكار المنكر]

السؤال

أرى منكراً يرتكبه بعض الأشخاص ولا أستطيع نهيهم عن ذلك، فما هو الطريق السليم لإبعادهم عن هذا المنكر؟

الجواب

لا يخلو الحال إما أن يكون هؤلاء عدداً كثيراً أو قليلاً، فإذا كانوا عدداً قليلاً فبالإمكان إقناعهم واحداً بعد واحد حتى يتركوا هذا المنكر، وإذا كانوا عدداً كثيراً فليس في الإمكان إلا النصح في الأماكن العامة كخطب الجمع، والأماكن التي تجمعهم كالوظائف والأسواق وما أشبهها، فتحرص على إقناعهم وبيان الحق لهم، هذا من حيث بيان أنه منكر.

وأما من حيث التغيير وردع الناس عنه فهذا يختلف أيضاً باختلاف ذلك المنكر، ويختلف باختلاف العاملين له، فالمنكرات تتفاوت، منها ما قد يصل إلى الكفر، ومنها ما هو معصية، ونحو ذلك.

والذين يفعلون ذلك منهم من يفعله لعذر، ومنهم من يكون متأولاً، ومنهم من يكون مقلداً، ومنهم من يكون معانداً، فأنت عليك أن تنظر إلى ذلك المنكر، فإن استطعت علاجه فعالجه ولو كان من الصغائر كشرب الدخان، أو حلق اللحى، أو إسبال الثياب، أو التخلف عن صلاة الجماعة، أو سفور النساء، أو سماع الأغاني، أو شرب بعض المسكرات، وبعض المخدرات أو ما أشبه ذلك.

وأيضاً تعالج الوسائل التي تؤدي إلى ذلك، وعليك أن تنصح من يفعل ذلك بالتي هي أحسن، وتجادلهم بالمجادلة التي تردعهم أو تبين لهم خطأ ما هم عليه.

وكذلك أيضاً عليك أن تستعين بأهل القوة وبأهل المعرفة رجاء أن يقنعوهم أو يأخذوا على أيديهم، وأن تبين للمسئولين خطر هذه المنكرات، وآثارها السيئة على أفراد وجماعات، وذلك إن شاء الله طريق إلى حلها أو طريق إلى تخفيفها.

<<  <  ج: ص:  >  >>