فمن ذلك: أن كثيراً من هؤلاء يعتقد أن صلاة التراويح بدعة، ويستدلون بقول عمر رضي الله عنه:(نعمة البدعة هذه)، وهذا خطأ؛ وذلك لأنها صُليت في عهد النبي صلى الله عليه وسلم حيث صلاها جماعة عدة ليال، ولكنه خشي أن تفرض عليهم، فترك الجماعة وأمرهم بأن يصلوا من غير جماعة، فكان كل واحد أو كل اثنين أو كل عشرة يصلون لأنفسهم، فرأى عمر أن يجمعهم على إمام واحد، وسمى هذا الجمع بدعة، وهو يقصد بدعة لغوية لا أنه بدعة شرعية.
هكذا أجاب العلماء، فإذا حكمت على هذا بأنه بدعة، فيلزمك تضليل الصحابة، وإنكار السنة التي فعلها النبي صلى الله عليه وسلم، فتكون قد أنكرت طاعة من الطاعات اتفقت عليها كلمة المسلمين من عهد الصحابة رضي الله عنهم إلى عهدنا، وليس المجال متسعاً للتوسع في هذا الشيء والكلام عليه، ومن أراد ذلك فليقرأ ما كتبه العلماء في ما يتعلق بهذا.
وقد تكلم بعض العلماء كـ ابن رجب على قول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث العرباض:(إياكم والبدع، فإن كل محدثة بدعة)، وذكروا أمثلة مما ليس ببدعة وأجابوا عنها.
فنقول: إن بعضاً من الإخوة -هداهم الله- كلما رأوا أمراً مختلفاً فيه عدوه بدعة أو محدثاً أو ما أشبه ذلك، وهم بذلك مخطئون؛ لأن ذلك متوارث عن المسلمين من أولهم إلى آخرهم.