قد وجد بعض البدع في القرن الأول، فوجدت بدعة الخوارج في عهد الصحابة، وقاتلهم علي رضي الله عنه وقاتلهم بعده الصحابة إلى أواخر القرن الأول، وبدعة هؤلاء هي من أخس البدع، حيث إنهم جعلوا العفو ذنباً والذنب كفراً فكانوا يكفرون بالذنب، ويخرجون المذنب من الإسلام، ويحكمون بأنه حلال الدم والمال ويحكمون عليه في الآخرة بأنه من أهل النار، هكذا عقيدتهم، وقد جاءت الأحاديث بذمهم وبيان ما هم عليه من العقيدة السيئة، ورويت تلك الأحاديث واشتهرت.
ولما كان الخوارج كذلك لم يتبعهم أحد من الصحابة ولا من علماء الأمة، وإنما تبعهم بعض العوام وبعض المتأولين ممن لم يكن لهم قدم راسخ في العلم المعروف عن الصحابة رضي الله عنهم.