قد وردت الأدلة في استحباب زيارة المريض، والمريض هو الذي حبسه المرض، سواء في بيته أو أحد المستشفيات، والذي يزوره قد أحسن إليه؛ وذلك لأنه أخ لنا مسلم حبسه المرض وأقعده، وهذا المرض الذي حبسه معلوم أنه عاقه عن أن يخرج، وأن يظهر، وأن يتمتع بالصحة، وأن يتمتع بالطيبات، فيرى أن له حقاً عليك، وحقاً على فلان وفلان أن يزوروه، فإذا زرتموه فإن من آداب الزيارة السلام، ثم بعد ذلك أن تفسح له في أجله، فتبشره بالشفاء وبالعافية، وبأنك إن شاء الله سوف تقوم وسوف تشفى، وسوف تنفع وتنتفع، وذلك لا يرد من القدر شيئاً.
وإن رأيت أنه يحب أن تطيل الجلوس عنده فلا مانع من أن تطيل وتجلس معه بقدر ما تقدر عليه ساعة أو نصف ساعة أو نحو ذلك، وإن رأيت أنه يضجر من طول البقاء فلا تجلس عنده إلا قليلاً وهو قدر الزيارة، وقال بعضهم في الزيارة العامة التي ليست زيارة مريض: زيارة الصداقة قدر احتلاب الناقة، يعني: الزيارة العامة، وأما عيادة المريض فعلى قدر ما يأنس به المريض.
وقد ثبت أنه عليه الصلاة والسلام رغب في ذلك فقال:(زائر المريض في خرفة الجنة) يعني: كأنه في ذلك المكان أو في تلك الحال يقتطف من ثمار الجنة، فهذا يدل على أن عيادة المريض لها فضيلة عظيمة.