ثالثاً: القتل: والمراد به الاعتداء على المسلم بسفك دمه أو جرحه، أو قطع طرف منه أو نحو ذلك، ورد في الحديث:(أول ما يقضى بين الناس يوم القيامة في الدماء).
فالمظالم التي بين الناس يوم القيامة تكون في الدماء، وتكون في الأموال، وتكون في الأعراض؛ ولكن الدماء أهمها فلذلك فأول ما يحكم بينهم أمر هذه الدماء، وذلك لأهميتها، وقد ورد الوعيد الشديد في قتل المسلم عمداً، فقال الله تعالى:{وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً}[النساء:٩٣]، وعيد شديد.
فتوعده الله بأنواع من الوعيد: الأول: عذاب جهنم -وجهنم هو اسم من أسماء النار- وبئس القرار.
الثاني: الخلود في النار، أي: طول المقام فيها إلى أجل يعلمه الله.
الثالث: اللعن، الذي هو الطرد والإبعاد من رحمة الله.
الرابع: الغضب، وإذا غضب الله عليه فإنه يستحق أن يعاقبه.
الخامس: أعد له عذاباً عظيماً على هذا الذنب الذي هو اعتداء على حرمة مسلم وإراقةُ دمه بغير حق.