كان الشيخ رحمه الله يقتدي بآبائه وأجداده في أعماله، فبالنسبة إلى الإمامة كان رحمه الله يمد صوته بتكبيرة الإحرام، وإذا كبر للركوع فإنه يختصر التكبير:(الله أكبر)، وكذلك إذا سجد، ولكونه ضريراً كان ينحني حتى يصل إلى الأرض، فإذا وصل إلى الأرض ولم يبقَ بينه وبين الأرض إلا قدر تكبيرة، قال: الله أكبر، لماذا؟ يخشى أنهم يسابقونه، فتبطل صلاتهم بهذه المسابقة.
وبالنسبة إلى الخطب كان رحمه الله لا يخرج عن خطب الشيخ محمد بن عبد الوهاب، وقد كانت مطبوعة في رسالة مفردة، وكان يحفظها ويخطب بها، وكانت على طريقة الخطباء القدامى، كانت مسجوعةً غالباً، فيقف على كل جملةٍ ويرتلها، والخطبة الثانية: قد يدخل فيها أيضاً بعض التنبيهات والأشياء الجديدة.
وأذكر مرةً أنه كان أمام المسجد شارعٌ واسع يسمى شارع آل سويلم، فمرت سيارة وهو في الخطبة، وعند ذلك نبه -وهو في الخطبة- وقال: إن هؤلاء الذين يمرون والناس يصلون، إن كانوا نصارى فيجب منعهم، وصرح بلعنهم -لعنهم الله-، وإذا كانوا متهاونين فيجب إقفال الأبواب عنهم، فبعد تلك الخطبة جاء الأمر من الملك في ذلك الوقت: الملك سعود بإقفال الشارع إذا أذن المؤذن الأذان الأخير للجمعة، ويمنع المرور أمام ذلك الشارع، حتى لا يشوش على المصلين، فيوقف الشارع من هنا ومن هنا، وهذا من حماسه وغيرته رحمه الله.
وسيرته معروفةٌ ومعلومة، ومن أراد التوسع فيها فليرجع إلى ما كتبه تلاميذه في ذلك.
نسأل الله أن يتغمده برحمته، وأن يفسح له في قبره، ونسأله سبحانه أن يرفع درجاته ويجزيه عن الإسلام والمسلمين أفضل الجزاء، وأن ينفع بعلمه، وأن يبارك في تلاميذه وفي خلفه، وأن يجعلهم قدوةً حسنة لمن بعدهم، إنه على كل شيءٍ قدر، والله أعلم، وصلى الله على محمد.