كذلك أيضاً: لا شك أنهم سيقرءون في المراحل الدراسية عادةً -من مرحلة ابتدائيةٍ إلى مرحلة جامعية-، ولا شك أن هناك مدارس يوجد فيها الخير، ويوجد من يشرف عليها من الخيرين، فهناك مثلاً: المعاهد العلمية التي نشأت على العلم النافع والاستقامةِ والعمل الصالح، ولا شك أنها أيضاً من الوسائل المعينة على التربية الإيمانية.
فإذا وفق الله الوالد، وضم أولاده إلى هذه المدارس والمعاهد العلمية، وتابعه على ذلك؛ رُجِيَ أنه يستقيم، ويستمر في الصلاح والاستقامة، حيث إنه يتربى على العلوم النافعة، فيقرأ القرآن وتفسيره والحديث وشرحه، والأحكام وشروحها وتفاصيلها، ويقرأ العقيدة والتوحيد وتفاصيل ذلك وأدلته، وكذلك يقرأ الآداب الإسلامية، فيقرأ ما هو بحاجةٍ إليه في حياته، فإذا قرأ هذه المواد كلها أثرت في استقامته وفطرته، فسلمت فطرته من الانحراف غالباً إلا من شاء الله، واستقامت عقيدته، ونشأ نشأة طيبة، وحصل من آثار ذلك بقاؤه على هذه العقيدة السليمة.
وإذا اختار مدرسةً من المدارس غير هذه المعاهد العلمية، فإن والده إذا تعاهده وأوصى عليه من يشرف عليه من المدرسين كان ذلك أيضاً من الأسباب في استقامته، فيتعاهده أبوه، ويحثه على المواظبة على الدراسة الدينية التي فيها الخير والتعمق في أصول الدين، وفي العلوم الدينية النافعة كعلم العقيدة، حتى ترسخ في ذهنه وقلبه، وكعلم الحلال والحرام، والواجبات والمحظورات، والعبادات التي فرضها الله، والمحرمات التي حرمها الله، فيتابعه ويتفقده حتى يتأكد أنه على هذه الاستقامة؛ لأن هذه المدارس متوسطةً أو ثانويةً لا تخلو -والحمد لله- من مربين صالحين، ومشرفين مأمونين، وكذلك أيضاً: فيها العلوم الشرعية النافعة، ولو كانت قليلةً نسبياً، ولكنها لا تخلو من النفع، وإذا وفق الله تعالى طلبة العلم -صغاراً وكباراً- للاهتمام بالمواد الدينية العلمية، والحرص على تقريرها وترسيخها في قلوب الأطفال والطلاب كان ذلك من أسباب استقامتهم.