يقول الله سبحانه وتعالى في إعداد القوة:{وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ}[الأنفال:٦٠]، أرجو أن توضحوا للشباب حكم تعلم الصناعات وإتقانها من الأسلحة كافة، لعل في إيضاحكم ما يدفع الشباب إلى التوجه للتخصص في تعلم هذه الصناعات وإتقانها، وأدعو الله أن يغفر لنا ولكم ولوالدينا وللمسلمين؟
الجواب
هذه الآية فسرها النبي صلى الله عليه وآله وسلم بقوله:(ألا إن القوة الرمي، ألا إن القوة الرمي)، والرمي في ذلك الزمان كان الرمي بالسهام التي هي قطعٌ من أعواد السَّلم ونحوها، يحدد أحد أطرافها، ويرمى بها في القوس، فتصيب المرمي وتنفذ فيه، كما في قوله:(كما يمرق السهم من الرمية)، ويرمى بها أيضاً في القتال ونحوه، لكن جاءت في هذه الأزمنة هذه الأسلحة الجديدة، وحيث إن المسلمين بحاجةٍ إلى هذه الأسلحة الجديدة، وبحاجةٍ إلى أن يستعملوها؛ حتى يكفوا بها عدوهم الذي يستعملها ويستعمل ما هو مثلها؛ فنرى أن تعلمها على ما ورد في الحديث من السنة لقوله عليه السلام:(ارموا بني إسماعيل! فإن أباكم كان رامياً)، وفي الحديث:(من تعلم الرمي ثم تركه فهو نعمةٌ كفرها)، والأحاديث في ذلك كثيرة، فإذا وجدت وسائل التعلم على هذه الأسلحة تعلم الرمي بها، حتى إذا احتيج إلى ذلك يكون مستعداً، فإن عليه أن يفعل ذلك، ويحرص على هذا التعلم بحسب استطاعته إن وجد ذلك في الداخل أو في الخارج، وهذا إذا تيسر.