للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صفة الشيخ محمد بن إبراهيم الخلْقِية والخُلقية

السؤال

فضيلة الشيخ! لو وصفت لنا الشيخ محمد بن إبراهيم خَلْقياً وخُلقياً؟

الجواب

يمكن أن بعض الحاضرين أدركه، حيث إنه توفي من نحو خمسٍ وثلاثين سنة، أي: سنة ١٣٨٩هـ.

بالنسبة إلى الوصف الخَلقي: فإنه كان ربعةً ليس بالطويل ولا بالقصير، بل متوسطاً، ولم يكن عليه لحمٌ كثير، ولم يكن أيضاً نحيفاً، بل كان متوسطاً في طوله وعرضه، ووجهه يميل إلى الحمرة، ويميل وجهه إلى أنه عريض، ولحيته وعارضاه متوسطة كغالب الرجال.

وقد ذكرنا أنه كف بصره وعمره في العشرين أو قريباً منها، ولما كف بصره واصل طلب العلم، وكان يحمل العصا كسائر المكفوفين، وكانت لديه معرفةٌ بالأصوات كسائر المكفوفين، بمعنى: أنه إذا سمع أحدهم ثم جاءه بعد يوم أو يومين عرفه بصوته، أتذكر مرة أنه خرج وحده من سكته التي فيها بيته -وهو بيت من الطين قبل بناء البيت الكبير- متوجهاً إلى المسجد لصلاة العصر، وقدر أني لقيته وليس معه أحدٌ يقوده، فأمسكت بيده، وسلمت عليه، وذلك في سنة ستٍ وسبعين، وبمجرد ما سلمت عليه عرف صوتي، مع أني كنت قليل السؤال له في الحلقة، فعرف صوتي مباشرةً، وأخذ يسألني، وكان في ذلك الوقت قد حصل جدبٌ في وسط نجد وما حولها، وعلى الرياض، وحصل على بلاد القصيم وما حولها مطرٌ غزيرٌ حصل منه هدمٌ ونحوه، فأخذ يسألني ماذا حصل في بلادكم؟ وكانت مشيته مشيةً معتدلة، بمعنى أنه لا يسرع في المشي إذا كان يمشي وحده، مع أنهم كانوا لا يتركونه يمشي وحده، ومرةً جلسنا في الحلقة فاستأذن، وقال: إني أريد أن أذهب إلى البيت وأرجع إليكم، وكنا في الحلقة صفين أو ثلاثة، فانتظرناه فإذا به يدخل من الباب وحده، مشى من بيته إلى المسجد وحده، فلما رأوه قاموا إليه، وأخذوا بيده إلى أن أجلسوه في الحلقة، وكان يجلس على الأرض، وكانت حصباء، ولم تكن مفروشة، فكان يجلس على الحصباء التي في ذلك المسجد، ولا يأمر أن يفرش له فراشٌ غالباً، ولا أن يجعل له كرسيٌ كغيره، بل يتواضع ويجلس على الحصباء، وسيرته طويلةٌ رحمه الله.

<<  <  ج: ص:  >  >>