بسم الله الرحمن الرجيم الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، ونسأل الله أن يحشرنا في زمرتهم، وأن يعمنا معهم بمغفرته ورحمته.
وبعد أيها الإخوة: فأنا لا أحب هذا المديح؛ وذلك لما ورد في الأحاديث:(أن رجلاً مدح آخر عند النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: ويحك! قطعت عنق صاحبك، إن كان أحدكم مادحاً لا محالة فليقل: أحسبه كذا والله حسيبه، ولا أزكي على الله أحداً)، وبكل حالٍ فإن أخانا الشاعر -وفقه الله- قال وتكلم بحسب ما يظنه، ونحن نستغفر الله أن نكون دون ما يظن، ولا شك أن الإنسان أعرف بنفسه، ولا يجوز لأحدٍ أن يظن أو يتخيل شيئاً لم يكن، والإنسان يظن بنفسه القصور، ويعرف من نفسه بأنه ليس أهلاً للمديح ولا للمقالات، لما يعرفه من نفسه ولا يعرفه غيره، وقد كان أبو بكر رضي الله عنه إذا مدحه أحد يقول:(اللهم اجعلني خيراً مما يظنون، واغفر لي ما لا يعلمون)، ويقول الشاعر القحطاني رحمه الله في نونيته: والله لو علموا بقبح سريرتي لأبى السلام عليّ من يلقاني ولأعرضوا عني وملوا صحبتي ولبؤت بعد كرامة بهوانِ فنحن نعمل بالظاهر، وهو ما يظهر لنا من الناس، ونكل سرائرهم إلى الله، ونقول: هذا الذي نعرف، وأما الأمور الخفية فأمرها إلى الله.