كذلك من الأسباب: تفقد الأولاد -ذكوراً وإناثاً- والسؤال عن أصدقائهم، وجلسائهم، وزملائهم، وأصحابهم الذين يصحبونهم سواء في المدرسة أو في خارجها؛ وذلك لأن العادة أن الأولاد -ذكوراً وإناثاً- لابد لهم من أصدقاء يقتدون بهم، ويتعلمون منهم، ويجالسونهم، ويؤانسونهم، ويتصلون بهم، ويتزاورون فيما بينهم، ويحصل بينهم الاتصال ولو هاتفياً، والمكاتبات وما أشبهها، ولا شك أنهم إذا كانوا صالحين مستقيمين، استقام كل جلسائهم، فيسأل الوالد ولده: يا ولدي! من أصدقاؤك؟ فإذا قال: فلانٌ وفلان، قال: بماذا يأمرانك؟ وبماذا يحثانك؟ فإذا قال: إنهم يحثوني على ذكر الله، وعلى حفظ القرآن، وعلى تعلم العلم، فرح بذلك وسر، وشجعه على مجالستهم، وحثه على أن يكثر من الاقتداء بهم والتقرب منهم، وإذا ذكر له جلساء سيئةً أعمالهم، وسيئةً وجهتهم، حذره من أن يجالسهم أو يؤانسهم، هكذا يكون الوالد المربي.