سابعاً: القذف، فذكره بقوله صلى الله عليه وسلم:(وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات)، قال الله تعالى:{إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ * يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمْ اللَّهُ دِينَهُمْ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ}[النور:٢٣ - ٢٥].
والقذف هو الرمي بالفاحشة، أن يرمي إنساناً بريئاً بقوله: إنك قد زنيت، أو هذا زانٍ، أو هذه زانية وهو كاذب عليهم، ولا شك أن هذا بهتان وظلم وكذب، ورمي لمسلم بريء بفاحشة لم يعملها وإلصاق له بتهمة يظهر عليه شنيعتها، ويلام بها ويعاب بها؛ فلأجل ذلك يستحق العقوبة كل من رمى إنساناً بريئاً بفاحشة، وهو عالم بأنه بريء؛ فإنه يعاقب بالعقوبة التي ضربها الله، قال الله تعالى:{وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَداً وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْفَاسِقُونَ * إِلاَّ الَّذِينَ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا}[النور:٤ - ٥]، فعاقبهم بثلاث عقوبات: الأولى: الجلد.
الثانية: ردُ الشهادة.
الثالثة: الحكم عليهم بأنهم فاسقون إلا من تاب.
هذه من المعاصي التي بين النبي صلى الله عليه وسلم أنها من الموبقات المهلكات التي تسبب العذاب على صاحبها سواء في الدنيا أو في الآخرة، ولا شك أنه يلحق بها كل ما يشبهها مما يدخل في الوعيد، أو مما فيه مفسدة للأمة توقع فيما بينها ظهور المحرمات.